ابن عباد: مرضاة السلطان لا تغلو بشيء من الأثمان، ولو ببذل الروح والجثمان. تهيب السلطان فرضٌ وكيد، وحتمٌ على من ألقى السمع وهو شهيد. أبو إسحق الصابي: الملك أحق باصطفاء رجاله منه باصطفاء أمواله؟ لأنه مع اتساع الأمر، وجلالة القدر لا يكتفي بالوحدة، ولا يستغني عن الكثرة. ومثله في ذلك المسافر في الطريق البعيدة، الذي يجب عليه أن تكون عنايته بفرسه المجنوب مثل عنايته بفرسه المركوب. الملك بمن غلط من أصحابه فاتعظ، أشد انتفاعاً منه بمن لم يغلط ولم يتعظ؛ لأن الأول كالقارح الذي أدبته العبرة، وأصلحته الندامة، والثاني كالجذع المهتوك الذي هو راكب للغرة، وراكن إلى السلامة. والعرب تزعم أن العظم إذا جبر من كسره عاد صاحبه أشد بطشاً وأقوى يدا.
[فصل لأبي بكر الخوارزمي]
[رحمة الله عليه]
لا صغير مع الولاية والعمالة، كما لا كبير مع العطلة والبطالة؛ وإنما الولاية أنثى تصغر وتكبر بواليها، ومطيةٌ تحسن وتقبح بممتطيها. والصدر بمن يليه والدست بمن يجلس فيه والأعمال بالعمال، كما أن النساء بالرجال. إن ولاية المرء ثوب، فإن قصر عنه عري منه، وإن طال عليه عثر فيه.