كحقين من لبّ كافورة ... برأسيهما نقطتا عنبر
وبنان رطيب، على مثله يدور الخطيب، مقبل بالأفواه، مصافح بالجباه، فضّيّ الإهاب، مرقوم بالخضاب:
فما أعذب السكب من أدمعي ... وأحلى المشبك من نقشها
وقوام يقيم الحروب، ويثير كرّ الكروب. كامل الحسن مهفهف، وافر الدالّ مثقف. الرماح تخضع لديه، والأغصان تسجد بين يديه:
وقد روت عن لينه واعتداله ... صحاح العوالي مسنداً بعد مسند
وخصر نحيل، يشكو من ردفها الثقيل. ليس فيه حظ للمجتني لو سألتها عنه لقالت فني:
عيون الناظرين به أحاطت ... فلم تحتج إلى عقد الوشاح
وأردافٍ كالأحقاف، وعدها موسوم بالإخلاف، خارجة عن العادة، لكن فيها للمحبين الحسنى وزيادة:
تمشي بأردافٍ أبين قعودها ... بين النساء كما أبين قيامها
وسوقٍ جمد ماؤها، وبهر الأعين ضياؤها. مشرقة النور، قصبها من بلور:
لو لم يكن من برد ساقها ... لاحترقت من نار خلخالها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute