لهفي على ذاك الزمان وطيبه ... فلفقده أنا والخلال سواء
أمبشري برجوعه لك عن رضا ... روحي وما ملكت يداي فداء
والله المسؤول في بلوغ الأماني، وإباحة ممنوع التلاقي والتداني، واجتماع المشوق بأهل وداده، ونصرة المظلوم على أعدائه وحساده، فإنه {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ}.
[الفصل الخامس عشر: في الاستعطاف]
أيها المعرض الهاجر، الذي سعى لصده دمع صبه على المحاجر، رفقاً بمن ملك الوجد قياده، وعطفأ على من أذاب الشوق فؤاده، متيم أقلقه فرط صدودك، ومغرم أغراه بحبك قول حسودك، وسقيم لا شفاء له دون مزارك، ومقيم على عهدك ولو طالت مدة نفارك. إلام هذا التنائي والنفور؟ وعلام ياذا القد العادل تجور؟ لقد تضاعف الأسف والأسى، وتطاول التعلل بعل وعسى، وفني حاصل الصبر ولم يبق إلا المقابلة بالجبر.
هبني تخطيت إلى ذلة ... ولم أكن أذنبت فيما مضى
أليس لي من بعدها حرمة ... توجب لي منك جميل الرضى؟
نعم لي حرمة وذمام، وسابق خدمة توجب رفع الملال والملام.