للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال ابن أبي حاتم - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: «وذُكِرَ عنْ بَقيَّة، عنْ صفوان- يعني ابن الوليد بن عمرو- قال: سمعتُ أَيْفَع بن عبد الكَلَاعِي يقول: لَمَّا قَدِمَ خَرَاجُ العراق إلى عمر - رضي الله عنه - خرج عمر ومولًى له، فجعل عمر يَعُدُّ الإبل، فإذا هو أكثر مِن ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله، ويقول مولاه: يا أميرَ المؤمنين، هذا واللهِ مِن فضلِ الله ورحمتِه. فقال عمر: كَذَبتَ ليس هذا هو, يقول الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: ٥٨]، وهذا مما يجمعون» (١).

وقال أحمد بن أبي الحواري: «إني لأقرأ القرآن فأنظرُ في آيةٍ منه فيَحَارُ عقلي فيها، وأَعْجَبُ مِن حُفَّاظِ القرآن! كيف يَهنْيِهِمُ النوم، ويُسيغهم أنْ يشتغلوا بشيءٍ مِن الدنيا، وهم يتكلمون كلام الرحمن، أَمَا لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه، وتلذذوا به، واسْتَحْلَوا المناجاة به؛ لذهبَ عنهم النوم فرحًا بما رُزِقُوا ووُفقوا» (٢).


(١) تفسير ابن أبي حاتم (٦/ ١٩٦٠).
(٢) أخرجه السلمي في طبقات الصوفية (ص:٩٤)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١٠/ ٢٢).

<<  <   >  >>