مِن روائع التربية القرآنية في أوائل الدعوة النبوية ما جاء في مطلع سورة المُدَّثر، عندما أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالنذارة والدعوة ثم قال له:{وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}[المدَّثر: ٦].
إنها الوصية الربانية التي تجرد العبد من الاستعلاء بالعمل، وتملأ قلبه مهابةً وإجلالًا لله، واستحضارًا لمشاهد مِننه التي غمرت حياة العبد، فما من سبيلٍ إلا ولله على عبدهِ نعَمٌ، لا يَعدُّها عاد، ولا يُحصيها كتاب.
إنَّ المؤمنَ الحق هو مَن يُديم استحضار مشاهد مِنَنِ ربه عليه؛ لأنها قد طوقت المؤمن طوقًا يملأ الأرض والسماء، فهو الذي أفاض عليه نِعمًا أعلاها نعمة الهداية التي يعجز اللسان عن الوفاء بقدرها، حيث أخرجه ربُّه بها مِن ظُلمةِ الضلال إلى نور الهداية، ومِن لُجةِ