للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقدمة]

الحمدُ لله الذي جعلَ محل نظره القلوب لا الأبدان، والصلاةُ والسلامُ الأتمَّان الأكملان على نبيِّنا محمد سيِّد ولد عدنان، وعلى آله وصحبه ذوي التقى والإيمان.

أما بعد:

فكثيرٌ أولئك الذين لا يسبقُ إلى أذهانهم حينما يسمعونَ كلمةَ (الاعتكاف) سوى اعتكاف الجسد في بيتٍ من بيوتِ الله، فهو في مخيلتهم منحصرٌ في مفهومِ الاعتكافِ الحسي، وهذا وإنْ كان مِن شرائطِ الاعتكاف إلا أنه ليس هو مقصودَه، فإنَّ مقصودَه والغايةَ منه: اعتكافُ القلب الذي هو موضع نظر الله: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» (١).

وكم مِن عبدٍ عكفَ بجسدِه في بيتِ الله، لكنه لم يصلْ إلى


(١) أخرجه مسلم (٤/ ١٩٨٦) رقم (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

 >  >>