إنَّ استدامةَ ذكرِ الله واستغفارِه والثناءِ عليه مشهدٌ من مشاهد عكوفِ القلب وصحته وصفائه وبلوغه معالي الدرجات الإيمانية {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: ٢٨].
إنَّ ذكر الله تعالى يَعمُرُ القلب ويملؤه نورًا وسرورًا، بل إنَّ القلبَ بفقده يكون في ظلامٍ وظُلمة؛ لأنَّ «في القلبِ خلة وفاقة لا يسدها شيء البَتَّة إلا ذكر الله - عز وجل -، فإذا صار شعار القلب، بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له، فهذا هو الذِّكر الذي يسد الخلة ويفني الفاقة، فيكون صاحبه غنيًّا بلا مال، عزيزًا بلا عشيرة، مهيبًا بلا سلطان، فإذا كان غافلًا عنْ ذِكر الله - عز وجل - فهو