للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بضد ذلك، فقير مع كثرة جِدَتِه، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته» (١).

وقلبُ المؤمن لا يسكنُ ولا يلتذ ولا يجد للحياة مذاقًا وأُنسًا إلا بذكر الله، ولقد وصف الله أهل الإيمان وأولي الألباب بأنهم: {يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران:١٩١].

فهذا هِجِّيراهُم: اللهج بذكر الله وهم قيام، واللهج بذكره وهم قعود، واللهج بذكره وهم على فرشهم وعلى جنوبهم، تعلقت قلوبهم بالله فاستداموا الذكر في جميع الأحوال.

يا الله، كم هي لفتة قرآنية مؤثرة!! {وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}؛ فهم مِن شدة تعلقهم بالله يذكرونه في هذه الحال التي هي مَظِنَّة شرود أو غفلة أو نَصَب، لكنْ هؤلاء قومٌ وصل بهم التعلق الشديد بالله سبحانه ألَّا ينسوه في هذه الحال التي يستحكم فيها الذهول غالبًا.


(١) الوابل الصيب ص (١٣٩ - ١٤٠).

<<  <   >  >>