للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنَّ ذلك هو سلاح المؤمن الذي يَخرق حُجُب الغفلة، ويفتح أقفال القلب في كل عصر، فكيف بعصرٍ تشابكت فيه عاديات الزمان وصوراف الأيام؟!.

تلوحُ في ليالي العشر -عبر نسمات الأسحار، وعبق الاستغفار- فرصةٌ ثمينةٌ لإصلاحِ القلب: حيث الصَّفاء والسَّكينة ولحظات التنزل الإلهي.

إنَّ هذا الصفاء كما يُجدد الإيمان، فإنَّه يُجددُ البراءةَ مِن النفاق، فأهلُ النِّفاق هم أكثر الناس غفلةً وأقلهم ذِكرًا لله، {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ١٤٢] والواجبُ على المؤمن أنْ يخالفَ المنافقين بكثرةِ ذكر الله، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: «مَن أكثر مِن ذكر الله؛ بَرِئ من النِّفَاق» (١).

فرطِّبْ لسانَك -أيها المُبارك- بذكر الله، فلا شيء أصلح للقلب من ذلك، ولا شيء يُثقِّل الميزان يوم القيامة كالذِّكر.


(١) ينظر: لسان الميزان (١٩٥٥).

<<  <   >  >>