للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي مجيء هذه الآية الكريمة في سياق الصيام مُتَخَلِّلة بينه وبين ذكر الاعتكاف، لفتة عظيمة إلى بيان منزلة عبادة الدعاء حينما يكون العبد صائمًا عاكفًا.

إنها عبادة تتألق في هذه الليالي التي ينكسر فيها العبد، فيَرِقُّ القلب، وتَرِفُّ الروح، فتجف الشهوات وتنكسر النفس، ويكون ذلك تأهيلًا للعبد لأن يكون مُستجيبًا لله، { ... فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} فيستجيب الله له، فإجابة الدعاء تقترن دائمًا بانكسار القلب وضعف النفس وتَحَرُّرِها من ضغوط الشهوات، وهذا لا يتوافر في حال مِن أحوال الإنسان بقدر توافره في حال الصيام والاعتكاف (١).

وهذا الموطن كبقية المواطن التي يُستحبُ فيها استكانة العبد وانكساره بين يدي ربه، أخرج الطبراني مِن حديث ابن عباس ? قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو بِعَرَفَةَ، وَيَدَاهُ إِلَى صَدْرِهِ كَاسْتِطْعَامِ الْمِسْكِينِ» (٢).


(١) ينظر: روح الصيام ومعانيه ص (١١٦).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٣/ ١٨٩) رقم (٢٨٩٢)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٨/ ٢١٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ١٩٠)، وإسناده ضعيف.

<<  <   >  >>