للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله، وما حمَّلك مِن كتابِه وآتاك مِن حكمة؛ لأنَّ عليك الحساب ولك الجنَّة أو النار.

وقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستعيذُ باللهِ مِن قلبٍ لا يخشع، كما في حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا» (١).

ولذلك شرع الله تعالى لعبادِه مِن أنواع العبادات ما يَظهر فيه خشوع الأبدان، الناشئ عن خشوعِ القلب وذله وانكساره، ومن أعظم ما يظهر فيه خشوع الأبدان لله تعالى مِن العبادات الصلاة، وقد مدح الله تعالى الخاشعين فيها بقوله - عز وجل -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١، ٢].

ومِن مواضع الخشوع: السجود، وهو أعظم ما يَظهر فيه ذُلُّ العبد لربِّه - عز وجل -، حيث يجعل العبد أشرف ما له مِن الأعضاء، وأعزها


(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٨٨) رقم (٢٧٢٢).

<<  <   >  >>