طُرُقَاتِهِما، وأسبابهما، وغاياتهما، وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُلُّ (١) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتُثَبِّتُ قواعد الإيمان في قلبه، وتشيد بنيانه وتُوَطِّدُ أركانه، وتُرِيهِ صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتُحْضِرُهُ بين الأمم، وتُرِيهِ أيام الله فيهم، وتُبَصِّرُهُ مواقع العبر، وتُشْهِدُهُ عدل الله وفضله، وتُعَرِّفُهُ ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يُحبه وما يُبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها، وتُعَرِّفُهُ النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق، واجتماعهم فيما يجتمعون فيه، وافتراقهم فيما يفترقون فيه.
وفي تأمُّل القرآن وتدبره، وتفهمه، أضعاف أضعاف ما ذكرنا من
(١) يَتُلُّ: بضم التاء، من الفعل (تَلَّ)، ويقال: يَتِلُّ بكسر التاء: ومعناه صَبَّه وألقاه. يُنظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٩٥)، وتاج العروس (٢٨/ ١٣٨).