أحرم بِالْعُمْرَةِ، وَهُوَ فِي جُبَّة. فَلَمَّا فرغ مِنْهُ قَالَ:
وَفِي طَرِيق أُخْرَى: " عَلَيْهِ جُبَّة، متضمخ بِطيب ".
وَفِي أُخْرَى: " عَلَيْهِ (جُبَّة) بهَا أثر من خلوق ".
وَفِي أُخْرَى: فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أما الطّيب فاغسله ثَلَاث مَرَّات ".
كَذَا أورد هَذَا الْموضع، وَهُوَ خطأ، فَإِنَّهُ يُعْطي بتصريح أَن الطَّرِيق الَّتِي روى بهَا قَوْله: " عَلَيْهِ جُبَّة، متضمخ بِطيب " غير الطَّرِيق الَّتِي رُوِيَ بهَا قَوْله: " أما الطّيب فاغسله ثَلَاث مَرَّات "، وَلَيْسَ كَذَلِك، وَإِنَّمَا هُوَ عِنْد مُسلم حَدِيث [وَاحِد] وَلَيْسَ عِنْده الْأَمر بِغسْل الطّيب ثَلَاث مَرَّات، إِلَّا فِي الحَدِيث الْمَذْكُور.
وَالَّذِي اعتراه فِي هَذَا، هُوَ عكس مَا اعتراه فِي الْبَاب الَّذِي تقدم ذكره: من إِيرَاد أَحَادِيث أَو زيادات / فِي أَحَادِيث، مردفه أَحَادِيث رُوَاة، كَأَنَّهَا عَنْهُم وَلَيْسَت عَنْهُم، أَو فِي مَوَاضِع، أَو فِي قصَص.
وَهَاهُنَا اعتراه عكس ذَلِك، أَتَى بِكَلَام أوهم فِي شَيْئَيْنِ هما فِي حَدِيث وَاحِد، أَنَّهُمَا فِي حديثين، وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فاعلمه.
(١٩٢) وَذكر حَدِيث: " من أهل بِعُمْرَة أَو حجَّة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى ".
ثمَّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَاتِم: يحيى بن أبي سُفْيَان الأخنسي، شيخ من شُيُوخ أهل الْمَدِينَة لَيْسَ بالمشهور مِمَّن يحْتَج بِهِ.
كَذَا ذكر عَن ابي حَاتِم، وَلَيْسَ عِنْده من أَيْن ينْقل كَلَامه إِلَّا من كتاب ابْنه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute