للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا كنت لا ترجى لدفع ملمة ... ولم يك في الحاجات عندك مطمع

ولا أنت ذو جاه يعاش بجاهه ... ولا أنت يوم الحشر ممن يشفع

فعيشك في الدنيا وموتك واحد ... وعود خلال من وصالك انفع

إذا كنت لا ارجوك لدفع الملمات. وكفايه المهمات. وقضاء الحاجات. ولم يكن لك جاه يمكنني من اظهار ما انويه. والاستظهار على من اناويه. ولم تكن عف الإزار. طاهراً من الاوزار. نقي الساحة من المآثم. برئ الراحة من الجرائم. فيتوصل بالتقرب اليك. والاقتباس مما لديك. إلى اعداد الزاد. ليوم المعاد. فسواء مماتك ومحياك. ولا ابعد الله سواك. فليست تحمد خصلة من خصالك. وعود خلال انفع من وصالك. والسلام على غيرك.

[باب]

[الشكر]

" رسالة كأنها عن لسان بعض عبيد الحضرة الجليلة حرسها الله إلى المجلس العالي آنسه الله في حل قول الشاعر "

فلو كان للشكر شخص يبين ... إذا ما تأمله الناظر

لصورته لك حتى تراه ... فتعلم اني امروء شاكر

ولكنه ساكن في الضمير ... يحركه الكلم السائر

شكري لعالي مجلس مولانا الملك السيد المؤيد ولي النعم خوارزم شاه اطال الله بقاه. وادام علاه. ونصر لواه. على نعمه التي أغرقتني واستعبدتني. وملأت يدي وقلبي. شكر الروض للمطر والساري للقمر. بل شكر الظمآن الوارد. للزلال البارد. بل شكر الاسير لمطلقه. والمملوك لمعتقه. فلو كان للشكر شخص يدركه البصر. ويحصله النظر. لصورته فاحسنت تصويره. كما قررته فاحكمت تقريره. حتى يراه مولانا اعز الله نصره بعينه العالية. كما سمعه باذنه الواعية. فيعلم اني شاكر لاياديه المتصلة كاتصال السعود. ذاكر لمننه المنتظمة كانتظام العقود. ولئن سكن الشكر سواء نفسي. وسويداء قلبي. لقد حركه مايسير من كلامي مسير الامثال. ويسري في الآفاق مسرى الخيال. وبالله استعين على النهوض. بالمفروض. من شكر النعمة. وبذل الوسع في الخدمة. انه خير معين وأقوى ظهير " اخرى في حل قول الشاعر "

لا تنكرن لذي النعماء نعمته ... لا يشكر الله من لا يشكر الناسا

" وقول الآخر "

شكرتك ان الشكر لله طاعة ... ومن يشكر المعروف فالله زائده

لكل زمان واحد يقتدى به ... وهذا زمان أنت لا شك واحده

" وقول الآخر "

سوى الامير بجوده ايامنا ... فجميعها لجميعنا اعياد

اما حقيقتنا فنحن عبيده ... لكننا في بره أولاد

الشكر أيد الله مولانا الملك السيد خوارزم شاه. طاعة لله. وقيد للنعمة ومفتاح للمزيد. فلأشكرن المنعم ولي النعم ادام الله سلطانه مد كلمي. ولأحمدنه طاقة قلمي. فمن لم يشكر الخلق لم يشكر خالقه. ومن لم يحمد رازقه. ولكل زمان واحد يقتدى في المكارم بخلقه. ويهتدي في المعالي بطرقه. ومولانا ادام الله تأييده واحد زمانه. ومنقطع القرين في اقرانه. ولقد ساوى بين ايامنا بنعمه. وآثار جوده وكرمه. فجميعها جمع مشهوده. واعياد معدوده. ونحن في الحقيقة عبيده حقاً. ومماليكه رقاً. ولكننا في بره بنا. واشفاقه علينا. ونظره لنا. اعز اولاد لا كرم والد. لازال من المجد بين طريف وتالد. ومن العجائب ان يكون الوالد غض الشباب حسن الاقتبال. وعلى مدى بعيد من الاكتهال. وفي اولاده من ألجمه الشيب بلجامه. وقاده بزمامه. وفيهم من جاوز الشباب مراحل وورد من المشيب مناهل. ومنهم ذوو الاسنان العالية. والصحبة للايام الخالية. فاطال الله بقاء مولانا منصوراً محظوظاً. وبعين عنايته ملحوظاً محفوظاً. حتى يبلغ أقصى العمر. واعلى الامر. ويملك ما طلعت الشمس عليه. وانتهى هبوب الريح اليه. آمين " اخرى في حل قول الآخر "

لاشكرنك معروفاً هممت به ... ان اهتمامك للمعروف معروف

ولا ألومك ان لم يمضه قدر ... فالشيئ بالقدر المحتوم مصروف

<<  <   >  >>