فما ترى لي ما ترى فيه ... فان لليوم حقاً تقتضينيه
فاركب الي ولا تبطىء فتقلقنا ... حتى نوفيه ما كنا نوفيه
اما ترى يا سيدي ايدك الله كيف رقت غلائله. وغاب عاذله. ودعت إلى اللذات. شمائله. وتحللت فيه عقد السماء. بالديمة الهطلاء. حتى خلتها تبكي حبيباً دهاها فراقه. فهي تحن اليه وتشتاقه. فما ترى في قضاء ما يقتضيه اليوم من حقه. ومقابلته من اللهو بصدقه. والرأي ان تركب الي واو اجنحة الرياح. حتى نوفيه شروط الانس والارتياح. ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول الآخر "
لنا سمك نكببه مشبر ... وعند غلامنا جنب مبزر
وفروجان قد رعيا زمانا ... لباب البر في ابيات كسكر
وقدر لو تاملهاحصيف ... لأيقن انها مسك وعنبر
وصافية معتقةشمول ... بقية ما اقتنى كسرى وقيصر
ومسمعة كلون الصبح تشدو ... واخرى مثل لون الليل ترمز
وآثار تمر فنجتنيها ... من الاخبار والشعر المحبر
فكن لكتابنا هذا جوابا ... والاكل حقك ان تشتر
لنا يا سيدي ايدك الله سمك شبري. شعاره فضى. دثاره تبرى نكببه بين ايدينا. فيلهثا ويلهينا. نعم وعند الغلام. جنب مبزر له في فتق الشهوة اوفر السهام. وفروجان كسكريان بلب مسمنان. وقدر طار عرفها. وطاب غرفها. ومساق الحديث إلى الراح الصافية. التي هي في البدن كالعافية. ومن بقية ما اقتني الا كاسره البرمسمنان. وتخير القياصرة. وعندنا مسمعتان. كانما جاءتا من الجنان. فواحدة في لون الصباح تضرب فتطرب. وتغني فتعجب وتعجب. والاخرى في صبغة الليل ترمز فتحرك النفوس وترقص الرؤس وتحرض الكؤس. وبين اقداحنا احاديث تمر واخبار تسر. واشعار كأنها كلها الدر. وآثار كلها الحر. فان كنت ياسيدي مكان الجواب. عن هذا الكتاب. والا عرضت على العتاب. وعوقبت اشد العقاب. وحاشاك من ذاك. والسلام
[باب في]
[طول الليل]
" رسالة في حل قول الشاعر "
ياليل هل لك من صباح ... ام هل لنجمك من براح
ضل الصباح طريقه ... والليل ضل عن الصباح
" وقول سيدوك الواسطي "
فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم ... ليل الضرير فصبحي غير منتظر
" وقول ابن الرومي "
رب ليل كأنه الدهر طولا ... قد تناهى فليس فيه مزيد
ذي نجوم كانهن نجوم ... الشيب ليست تغور لا بل تزيد
" وقول الآخر "
كأن الثريا راحة تشبر الدجى ... لتعلم طال الليل أم قد تقوضا
عجبت لليل بين شرق ومغرب ... يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا
اشكو اليك ياسيدي ادام الله عزك ليلاً في طول الدهر. وثقل الهجر وما اشبهه الا بليل الأسير بل ليل الضرير. وما اشبه نجومه التي كأنها عقلت فما تسير واوثقت فما تدور. الا بنجوم الشيب ليست تغور. لا بل تزيد ولا تحيد. وكم اقول هل للساهر من نجح. وهل لليل من صبح. هيهات هذه ليلة قد قص جناحها. وضل صباحها. وكأن الثريا راحة تشبر الليل وذيوله. لتعلم عرضه وطوله. وكيف يرجى انقضاء ليل وافي الذوائب. ممتد الاطناب بين المشارق والمغارب. يقاس بشبر صغير. أو يذرع بباع قصير. فاسعد اخاك الذي سامرته الهموم. وعانقته الغموم. واسأل الله له فرجاً عاجلاً. وصنعاً كاملا. برحمته وسعة فضله
[باب في]
[النحول]
" رسالة في حل قول ابي الطيب المتنبي "
ابلى الهوى اسفاً يوم النوى بدني ... وفرق الهجر بين الجفن والوسن
روح تردد في مثل الخلال إذا ... اطارت الريح عنه الثوب لم يبن
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل ... لولا مخاطبتي اياك لم ترني
" وقوله ايضاً "
ولو قلم القيت في شق راسه ... من السقم ماغيرت من خط كاتب
" وقول ابن العميد "
فلو أن ما بقيت من جسمي قذى ... في العين لم يمنع من الاغفاء
" وقول الآخر "
فقلت لو عشقت فصار خطى ... ضئيلا مثل صاحبه نحيلا
" وقول التنوخي "
أنت لا من احب ياقلب خصمي ... أنت البست حلة السقم جسمي