يعني زبيبة وكان اسم أم عنترة زبيبة " ومثل هذه " الكناية وان كان من غير هذا الباب قول ابن طبا طبا
منعم الحسم يحكي الماء رقته ... وقلبه قسوة يحكى أبا أوس
يعني حجراً فوضع مكان الحجر أبا أوس وأبا أوس حجر " ثم نعاه " عليه أبو مسلم محمد بن بحر فكتب اليه
أبا حسن حاولت ايراد قافيه ... مصلبة المعنى فجاءتك واهيه
وقلت أبا أوس تريد كناية عن ... الحجرالقاسي فأوردت داهيه
فان جاز هذا فاكسرن غير صاغر ... فمن باب القرم الهمام معاوية
يعنى صخراً وهو اسم أبي سفيان
والا نصبنا بيننا لك وقعة ... فتصبح ممنوعا بصفين ثانيه
عاد الحديث إلى شرط الفصل كتب الطبري يصف مطربا فلان طبيب القلوب والاسماع ومحيي موات الخواطر والطباع " وقال " غيره فلان يطعم الآذان سرورا ويقدح في القلوب نورا وكتب الصاحب اعلام الانس خافقة وألسن الملاهي ناطقة " وكتب " أبو الفرج الببغاء قد فض اللهو ختامه ونشر الانس اعلامه " وقال " غيره قد سمعنا ما يرفع حجاب الاذن ويأخذ بمجامع القلب ويمتزج باجزاه النفس
[الباب السابع]
[في فنون شتى من الكناية والتعريض]
[مختلفة الترتيب "]
" فصل في الكناية عن العزل والهزيمة وبعض الالفاظ السلطانية " قال الرشيد ليحيى بن خالد قد أردت أن أجعل الخاتم الذي الي أخي الفضل إلى أخي جعفر واحتشمت من الكتاب اليه فاكتب أنت اليه واكفتيه فكتب يحيى اليه قد رأى أمير المؤمنين أن يحول الخاتم من شمالك إلى يمينك فأجاب سمعاً وطاعة وما انتقات عني نعمة صارت إلى أخي " وكتب " عامل إلى المصروف به فألطف وطرف قد قلدت العمل بناحيتك فهناك الله بتجديد ولايتك وأنفذت خليفتي بخلافتك فلا تخله من هدايتك إلى أن يمن الله بزيارتك فأجابه بهذه الاحرف ما انتقلت عني نعمة صارت اليك ولا خلوت من كرامة اشتملت عليك واني لاجد صرفي بك ولاية ثانية وصلة من الوزير وافية لما أرجوه بمكانك من حسن الخاتمة ومحمود العاقبة " ومن " ألفاظ الكناية عن العزل قد أغمد سيف كفايته وعطل الديوان من رياسته حط عنه ثقل العمل " وقد يكنى " عن العزل بالصرف وعن المصادرة بالمواقعة وعن الهزيمة بالتراجع والتحيز كما كتب أبو اسحاق الصابي عن بختيار إلى صاحب طرف بازاء عدو وان حزبك أمر يجب الاحتراس منه عملت إلى التحيز إلى الحضرة فانها ممهدة لك غير نائية عنك " ويكنى " عن شغب العسكر باللوئة كما كتب أبو الحسن التومي عن أبي على الصغاوي وقد بدرت من الحشم لوثة أعان الله على استدراكها ومداواتها " ويكنى " عن التقييد فيقال استوثق منه بالحديد " ويروي " ان الحجاج قال للغضبان بن القبعثري لاحملنك على الادهم يكنى عن القيد فتغابي عليه وقال مثل الامير يحمل على الادهم والاشهب قال انه الحديد قال لان يكون حديدا أحب إلى من أن يكون بليدا " ويكنى " عن الرشوة بصب الزيت في القنديل " وربما " قيل لذلك القندلة " وكان " يحيى بن خالد ولي ديوان الخراج رجلاه من أهل خراسان يقال له أبو صالح فارتشى فعزله وولى مكانه سعدان بن يحيى فقيل فيه
صب في قنديل سعدا ... ن مع التسليم زيتا
وقناديل بنيه ... قبل أن يخفى الكميتا
فعزله يحيى وأعاد أبا صالح فقيل فيه
قنديل سعدان على ضوئه ... فرخ لقنديل أبي صالح
تراه في مجلسه أحولا ... من لمحه للدرهم اللائح
وفي هذه الكناية أنشدت لابن لنك
أقول لعصبة بالفقه صالت ... وقالت ما خلا ذا العلم باطل
أجل لاعلم بوصلكم سواء ... إلى مال اليتامى والارامل
أراكم تقلبون الحكم قلبا ... إذا ما صب زيت في القنادل