أو ما ترى ان المصائب جمة ... وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة ... هذا سبيل لست فيه باوحد
وإذا ذكرت مصيبة تشجى بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد
كتبت يا سيدي وانا باكي العين حرج الصدر. سليب الصبر سيىء الظن بالدهر. وكيف لا اكون كذلك وانا ارى بين اظفار المنية الحداد. وانيابها الشداد. صورة شريفة تفترس. ومهجة كريمة تنتهس. فعين العلي تدمع. وقلب المجد يجزع. ونفس الفضل تهلع. ولا غرو أن يبكيها الكرم ملء عينه. ويحزن عليها ملء قلبه. ومن احشائه نزعت. ومن كبده قطعت. وما الحيلة وقد حل محتوم القضاء. ووجب مفروض العزاء. والحوادث اكثر من نبات الارض وقطر السماء. ومن ذا الذي لم يصب بالرزء الجليل. ولست يا سيدي باوحد في هذه السبيل ومما يهون شدة المصائب. ويخفف ثقل النوائب تذكر المصيبة في سيد العالمين. وخاتم النبيين. محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. ففيه سلوة. ولنا به اسوة. افرغ الله عليك تجلدا يضاهي اجتماع رأيك ولبك. وتصبراً يحفظ عليك ذخائر حلمك. ووفي فلاناً أقسام غفرانه. واسكنه فسيح جنانه. ورأيك سيدي اطال الله بقاك في مكاتبتي بما وفقت له من عزيمة الصبر وصريمة الجلد لاقتدى فيهما بك. واقتبس انوارهما منك. مشكوراً ان شاء الله " اخرى في حل قول ابن المعتز "
لا تحزنن وقيت الحزن والالما ... ولا عدمت بقاء يصحب النعما
اليس قد قيل فيما لست تنكره ... من مكرمات الفتى تقديمه الحرما
يا شامتا ببني وهب وقد فجعوا ... لا تفرحن بنقص زادهم كرما
لا تحزن يا سيدي وقيت الحزن والالم. ولا عدمت بقاء يصحب النعم. واعلم ان دفن البنات من المكرمات. وستر العورات من الحسنات. وتقديم الحرم. من النعم. وليبلغ. الشامت ببني فلان ما اقول. وليس علي القبول. لا تفرح بنقص زادهم كرما. وافادهم نعما. فقد نبهوا بموعظة. ورزقوا ثواباً وستروا عورة وكفوا مؤنة. والسلام " فصل في حل قول مسلم بن الوليد وهو ارثى بيت للمحدثين " ارادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيب تراب القبر دل على القبر قد حسدت الرياض التي رقت حواشيها. وتانق واشيها. ارضا دفن فلان فيها. وحين اخفى الخوف العدو قبره في الارض. دل عليه نسيم الكرم المحض. وفاحت منه رائحة المجد الغض وناب ترابه في الطيب. عن انفاس الحبيب
[باب في]
[الزيارة]
" فصل في حل قول الشاعر "
إذا شئت ان تقلى فزر متوترا ... وان شئت ان تزدادحباً فزر غباً
" وقول الآخر "
عليك باقلال الزيارة انها ... إذا كثرت كانت إلى الهجرمسلكاً
فاني رأيت القطر يسأم دائبا ... ويسأل بالايدي إذا هو أمسكا
الزيارة زيادة في الصداقة. وقلتها امان في الملالة. وكثرتها سبب القطيعة. وكل كثير عدو الطبيعة. وما احسن ما قال صاحب الشريعة. صلى الله عليه وسلم زر غباً تزدد حباً. والمطر إذا لم يكثر غيث. فاذا دام وتواتر فهو غيث. ولا جرم انه يمل إذا دام وان احيا النبات والسوام. ويسأل بالايدي والدعاء. إذا لم ينحل به عقد السماء " رقعة في حل قول الشاعر "
اني رأيتك لي محبا ... والى حين اغيب صبا
فهجرت لا لملالة ... حدثت ولا استحدثت عتبا
الا لقول نبينا ... زوروا على الايام غبا
فهجرت حين هجرت كي ... ازداد بالاغباب قربا
فاعذر ابا حسن ولا ... تجعل قعودي عنك ذنبا
والله يعلم انني ... لك اخلص الثقلين قلبا
اراك يا سيدي ومولاي اطال الله بقاك محبا لي صبا بي. قارئاً صحيفة المودة من قلبي. فاتقاعد عنك في بعض الاحايين من غير ملال ولا عتب يدعو إلى اخلال. ولكن للأخذ بسنة الاغباب. في زيارة الاحباب. وانا هجرك يا مولاي رغبة في صلتك. وابعد عنك حرصا على قربك. واتصبر عن مواصلتك ضناً مني لمخالصتك. وارجو انك تقبل في التعذير عذري. وتصرف إلى الجميل امري. ولا تعد ذنبا اغباني للزيارة. وتوسطىبين طرفي القطيعة والمواظبة. فوالله ما تقل الغبراء. ولا تظل الخضراء اخلص مني قلباًفي موالاتك. واصفى طوية في مواساتك والله يطيل مدتك. ويحرس مودتك