للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ايا دهر ويحك ماذا الغلط ... وضيع علا ورفيع هبط

حمار يسيب في روضة ... وطرف بلا علف يرتبط

ارى الدهر يرفع كل وغد خسيس. ويخفض كل حر نفيس. فهو كالبحر فيه الجواهر النفيسه. وتطفو فوقه الجيفة الخسيسه. وكالميزان يرفع من الكفة. ما يميل إلى الخفة. ويخفض منها مابقي بالرجحان. ويبعد من النقصان. وكم من حمار يسيب في روضة. خضرة نضرة. فهو يرتع في ربيعها الخضر. ويشرب من مائها الخصر. وكم من فرس كريم. يربط بلا قضيم. لكن هو الدهر. وعلاجه الصبر " رقعة في حل قول الآخر ويروي لشمس المعارف قابوس "

يا ذا الذي بصروف الدهر عيرنا ... هل عائد الدهر الا من له خطر

اما ترى البحر يطفو فوقه جيف ... ويستقر بأقصى قاعه درر

انا وان عبثت ايدي الزمان بنا ... ومسنا من تمادي بؤسه ضرر

ففي السماء نجوم ما لها عدد ... وليس يكسف الا الشمس والقمر

عيرتنا ايدك الله بصروف الدهر والارتباك بين انيابه ومخالبه وهل عاند الدهر الا ذوي الاخطار. واعيان الاحرار. وما زالت عادته رفع اللئام. ووضع الكرام. ومحاربة الافاضل. ومسالمة الارذال. حتى شبه بالبحر الذي ترسب فيه اللآلي النضرة. وتطفو فوقه الجيف القذرة. ولئن خصنا الزمان بحوادثه الجسيمة. وأعتب غيرنا من دواهيه العظيمة. ان في السماء نجوماً لا تضبط بالحسبان. ولا يكسف منها الا النيران. وهذه جملة كافية والسلام " فصل في حل قول إذا إذا الآخر "

هذا الزمان الذي كنا نحدره ... فيما يحدث كعب وابن مسعود

ان دام هذا ولم تحدث له غير ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود

هذا الزمان كثير العجائب. غير قليل النوائب. موقظ للفتن. غير منيم للمحن. لا ينطق الا بالشكوى. ولا يسكت الا على البلوى. وهو الزمان الذي طال ما انذرنا بشره. وحذرنا من ضره. وكم جاءنا فيه من حديث غير مردود. عن كعب الاحبار وابن مسعود. ووالله ان دام ما نراه من ظهور الفساد. وعموم الجور في البلاد. ليؤلن الحال إلى التهنئة بالممات. والتعزية بالولادات والله المستعان. على هذا الزمان

[باب في]

[استزادة الإخوان]

" فصل في حل قول الشاعر "

تغريت اسأل من عن لي ... من الناس هل من صديق صدوق

فقالوا عزيزان لا يوجدان ... صديق صدوق وبيض الانوق

انا رجل طالما تغربت. وشرقت وغربت. حتى كأني قذاة أو كحل مض. في عين الارض. وخليفة الخضر في قطع البر والبحر وضالتي المنشودة في اسفاري. والوطر الاهم من اوطاري. صديق صدوق عليه اعتمد. واليه استند. وبه اعتضد. فما سألت عنه لبيباً أو اواريباً. وحكيماً اديباً. الا قال ذلك اعز من الابلق العقوق. ومن بيض الانوق. نعم ومن الغراب الاعصم والكبريت الاحمر " اخرى في حل قول الآخر "

وان صديقي من تنعمي ... وليس حبيبي من يريد شقائي

إذا ما رأيت البؤس عند احبتي ... ارى عند أعدائي يكون رخائي

ولن يرتجى بروء ولا كشف علة ... إذا كان داء من مكان دواء

إلى الماء يسعى من يغص باكلة ... فقل اين يسعى من يغص بماء

صديقي من يصدقني. وتصفو نيته لي. ويريد الخير بي. لا من تسره مسآتي. وتعجبه شقاوتي. وإذا رأيت البؤس من احبابي فارجو الرضى من أعدائي. وإذا كان الداء من جهة الدواء تراخت اسباب الشفاء. والى اخيه يفزع الانسان. وبالماء يستظهر الغصان. فاذا شرق بالماء فيم يستغيث. وإذا أتى المرء من اخيه فيمن يستعين " اخرى في حل قول الآخر "

افٍ وتف لمن مودته ... ان زلت عنه سويعة زالت

ان مالت الريح هكذا وكذا ... مال مع الريح كيفما مالت

اف لمن يواخيك. وصادفك ويصافيك. مادمت بمرأى من عينيه. وبمسمع من اذنه. فاذا غبت عنه مدة غابت مودته. وإذا زلت عنه برهة زالت محبته. ولا مرحبا بمن كان من الاصدقاء موجوداً عند الرخاء. مفقوداً عند البلاء. يميل مع الريح. ولا يرجع إلى العقد الصحيح " رقعة في حل قول المثقب العبدي "

فاما ان تكون اخي بحق ... فاعرف منك غثي من سميني

<<  <   >  >>