انا يا سيدي ايدك الله حامد لله على الاطوار. ولست بحامد للزمان الغدار. فانه لم يرض لي بأفراد المحن حتى صيرها ازواجاً. وصب على من سوط العذاب امواجا. ودهاني بفقر كفقر الانبياء. وغربة تعرضني على اللأوآء. وصبابة تعرضني للبلاء. والشأن في اني لا ازداد من الادب حرفا. الا ازددت حرفا. ولا احفظ سطراً. الا لبست فقراً. ولا اتقن معلوماً. الا تعرفت شؤما وكذا المقدم في الحذق بصناعته. المشار اليه في فضل براعته اينما توجه فهو محروم. وكيفما تأنق فهو مذموم. والعاقل من يثبت ما يسره في فضل الله ونعمته. ويرد ما يسوء إلى حول الله وحكمته. وارجو ان اكون ذلك بعون الله ومشيئته " اخرى في حل قول الاستاذ ابي بكر الخوارزمي "
ولي قميص رقيق ... تقده الاوهام
وجبة لا تساوي ... تصحيفها والسلام
كرم مولاي ادام الله عزه لا يرضي لي في هذا الشتاء العبوس القمطرير. والبرد الكاشر لي عن ناب الزمهرير. بأن اغدو واروح في ثياب اخلاق. كهواء رقيق وسراب رقراق. فالقيمص لم يبق منه الا الاسم. وصار يقده الوهم. والجبة اصبح البلى حليفها واليفها. فهي لا تساوي تصحيفها. والعمامة إذا هب عليها نسيم الهواء. كادت تنتظم في سلك الهباء. فان كسوتني خلعة تحسن في العيون. كسوتك خلعة تحسن في الآذان والقلوب ان شاء الله
[باب]
[في توقع الفرج]
" رسالة في حل قول الشاعر "
ولا تجزع وان اعسرت يوماً ... فقد ايسرت في الدهر الطويل
ولا تيأس فان اليأس كفر ... لعل الله يغني عن قليل
ولا تظنن بربك ظن سوء ... فان الله اولى بالجميل
رايت العسر يتبعه يسار ... وقيل الله اصدق كل قيل
بلغني يا سيدي ايدك الله انك تجزع من غصة الدهر. ولا تلبس لباس الصبر على العسر. حتى كأنك لم تدر عليك الادوار. ولم يؤدبك الليل والنهار. ولم تمر بعينك واذنك الاخبار والاثار. حتى كأنك لا ترجع من الصبر إلى افضل العدة. ولا تنظر في كتاب الفرج بعد الشدة. اما تعلم انك ان اعسرت شهرا فقد ايسرت دهراً. وان مارست الشدة اياماً. فقد لابست النعمة اعواماً. فكما لم تدم مدة السراء. لم تدم مدة الضراء. وكما لم تلبث نوبة المنحة. لا تلبث نوبة المحنة. فلا تيأس من روح الله فالياس كفر. ومع العسر يسر. وكأني بالله قد كشف ضرك وبلواك. واغناك وأقناك. واعطاك مناك. فلا تكن من الظانين بالله ظن السوء فانه تعالى اولى بالجميل. ولا تكن من القانطين فانه عز ذكره يفرج عما قليل. وقوله جل جلاله اصدق قيل. وانتظر يا سيدي الخروج من الضيق إلى السعة. ومن الانزعاج إلى الدعة. وابشر بعيشة راضية. ونعمة كافية. ان شاء الله تعالى " اخرى في حل قول الآخر "
عسى فرج يأتي به الله انه ... له كل يوم في خليقته امر
" وقول الآخر "
عسى جابر العظم الكسير بطوله ... يهيئ للعظم الكسير فيجبر
عسى الله لا تيأس من الله انه ... يهون لديه ما يجل ويكبر
ان كنت يامولاي ابقاك الله بين محنة راصدة. ونكبة قاصدة. تقاسي منهما قذى عينك. وشجى حلقك. واذى قلبك. بل تعاني ما لو مر بالحديد لذاب. أو بالوليد لشاب. فعسى الله يأتي بفرج يجير كسرك. ويغني فقرك. ويصلح امرك. فلا تيأس من الله فكل عسير إذا يسره يهون. انما أمره إذا اراد شيئاً ان يقول كن فيكون " فصل في حل قول بعض العلويين "
وراء مضيق الخوف متسع الامن ... واول مفروح به آخر الحزن
فلا تياسن فالله ملك يوسفا ... خزائنه بعد الخلاص من السجن
أنت تعلم يا سيدي فديتك ان وراء ضيق الخوف سعة الامن وان اول الفرح آخر الحزن. فلا تيأس من فرج يجلي غمرة كربتك ويطلع نجم مسرتك. فالله أخرج يوسف من ذلة الرق. إلى عزة العتق. ومن كرب الحبس المرهق. إلى روح الملك المونق. ورب امر عز ثم هان. وصعب ثم لان " اخرى في حل قول الآخر "
حرك مناك إذا اغتنم ... ت فانهن مراوح
فلربما اقترنت بار ... جاف القلوب مناحج
ولربما لاقاك تح ... ت الظن فال صالح