انا يا سيدي ايدك الله على اضاقتي وسوء اثر فاقتي. في سعة وغنى عن سليمان. واحمد الله المنان. فالغنى غنى القلوب لا غنى الأموال وكذاك الفقر في النفوس لا في الاحوال ولئن بخل سليمان بنائله. وجرى على عادته في حرمان سائله. فالله خير مأمول. واكرم مسؤل. وهو الجواد الذي لا يبخل. والحليم الذي لا يعجل. وقد علمت ان من سكن للدنيا فقد لبس ثوب الذليل. وان اذل الناس من لم يرض بالقليل. وكثيراً ما اقول من لم يقنع باليسير. فهو اسير للمياسير والسلام " فصل في حل قول محمد بن بشير "
لأن أزجى عند العري بالخلق ... واجتزى من كثير الزاد بالعلق
خير واكرم لي من ان أرى مننا ... خوالداً للئام الناس في عنقي
من مذهبي ان تزجية الايام بالخلق من الثياب. والخشن من الطعام. خير من تقلد منن اللئام والسلام " اخرى في حل قول الآخر "
قنوع النفس يعقبها رواحاً ... وحرص المرء يدنى للهوان
وليس بزائد في الرزق حرص ... وليس بناقص منه التواني
في القناعة راحة النفس. وصيانة الوجه. وحرص الانسان مجلبة للهوان. وليس يزيد في رزق المرء حرصه وتشميره. كما لا ينقص منه توانيه وتقصيره " اخرى في حل قول الآخر "
إذا كنت أرضي من الدهر ان ... انال الكفاف وعيشاً سدادا
فان الغنى وان الفقير ... وان البخيل وان الجودا
لدي سواء فمالي اذل لمن لا ينيل واعطى القيادا إذا سلكت طرق الرشاد والسداد. ورضيت من الدهر بالكفاف والسداد. فسواء عندي الغني والفقير. الكبير والصغير. والجواد الذي هو رفيق الجود وخليله. والبخيل الذي هو زميل البخل ونزيله. فمالي اذل لمن يتعزز علي. واعطي القياد من لا يحسن الي. ومن استغنيت عنه فانا نظيره. ومن احتجت إليه فأنا اسيره والسلام
[باب في]
[الرزق]
" رسالة في حل قول الشاعر "
يا راكب الليل والاهوال والهلكه ... لا تتعين فليس الرزق بالحركة
اما ترى البحر والصياد منتصب ... في ليله ونجوم الليل مشتبكة
قد ضم اطرافه والموج يضربه ... وعينه بين عيني كلكل الشبكة
حتى إذا صار مسروراً ببغيته ... والحوت قد سد سفود الذي حنكه
غدا عليك به صفواً بلا كدر ... فصرت املك منه للذي ملكه
صنع من الله يعطى ذا بحيلة ذا ... هذا يصيد وهذا يأكل السمكه
يا سيدي ايدك الله لا تزال تمسح اطراف المراحل. وتركب اهوال الموارد وتتجشم مسافات ابعد من آمللك وتسلك مجاهل تشارف بك المهالك. كانك لا تعلم ان الرزق مقسوم. والحريص محروم وان ليس الرزق بالحركة والتعب. وتحمل المشقة والنصب. فمهلا يا سيدي ورفقاً اقلل من كدك. وانقص من جدك وجهدك. ولا تكن كصياد الحوت يشقى لسعد غيره به اما تراه كيف يقدم على البحر ويخاطر بالنفس وقد ارخى الليل سدوله. وجر عليه ذيوله. والموج يأخذه ويدعه. والهول يضيق عنه ويسعه. وعينه إلى الشبكة. وهمه في صيد السمكه. حتى إذا صادها بعرق الجبين. وتجرع الامرين. اتاك صفواً بلا كدر. واعطاكها عفواً بلا خطر. وما ذلك الا من صنع الله الذي يهب لعباده الاملاك. ويرزق هذا بسعي ذاك. فهذا يصيد شقياً لقياً. وهذا يأكل هنياً مرياً. فتبارك الخلاق الحكيم. وسبحان الرزاق الكريم " " فصل في حل قول الآخر "
المرؤ يسعى ويسعى الرزق يطلبه ... فربما اختلفا في السعي والطلب
حتى إذا قدر الرحمن جمعها ... للاتفاق اتاه الرزق عن كثب
اليك يا سيدي ومولاي حديثاً. ترى المرء يطلب الرزق وهو يطلبه حثيثاً. وربما اختلفا فشرق هذا وغرب ذاك. ولاح وجه الحرمان هناك. وربما اتفقا فنادى الرزق مجيباً. وحصل النجح قريباً وإذا اراد الله امراً اتفقت اسبابه. وإذا لم يقض شيئاً تعذر طلابه " اخرى في حل قول الآخر "
فان كانت الارزاق تجري على الورى ... بعدل فرزقي سوف يدركني ركضا
وان كانت الارزاق تجري عليهم ... بجود فارجو ان يجود لنا ايضاً