للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعمة الله لا تعاب مطالعها. ولكن ربما استقبحت مواقعها. عند اقوام هم نظام المساوي والمقابح. ومجمع المخازي والفضايح. فهي عندي كالحرة الكريمة يتزوجها عبد لئيم. وكالعقد الفاخر يتقلده قرد دميم. ووالله ما يليق الغنى بوجه ابي يعلى ولا يلوح عليه نور الاسلام. اما تراه زمن المرؤة وسخ الثياب. شعت المركب والغلام. فهو بالفقراء. اشبه منه بالاغنياء. لا ابعد الله سواه. وكفانا لقياه " رسالة في حل قول الآخر "

إذا كنت ذا مال ولم تك مفضلا ... فما لك من فضل على الكلب والقرد

لقول بنت ابائي المجد والعلا ... صدقت ولكن قد سلحت على المجد

" وقول الآخر "

فخرت باصلك اصل شريف ... اضرب به نفسك الخامله

وما ينفع الاصل من هاشم ... إذا كانت النفس من باهله

" وقول الآخر "

يا اكرم الناس آباء ومفتخرا ... والأم الناس مبلوا ومختبرا

يغضى الرجال إذا آباؤه ذكروا ... له ويغضى إذا ما فعله ذكرا

إذا كنت مستظهراً بالاموال. كعدد الرجال وفوق الآمال. ولم تسلك بها طرق الاحسان والافضال. وكنت عن الجميل معرضاً وعن الخير مغمضاً. فاي فضل لك على الكلب النذل والقرد الرذل. وان افتخرت بآبائك الكرام. الذين بنوا المجد والعلى على الايام. قلنا صدقت. ولكنهم بنوا وهدمت. وسمحوا وما سمحت. وصلحوا وما صلحت. بل على المجد سلحت وانت عرة من غرر. وحصاة في درر. وما ينفع الاصل الشريف الفرع سخيف. والنسبة الهاشمية. والنفس باهلية. وما خير اكرم الناس مفتخرا. والأمهم مختبرا. فان ذكر اباؤه الذين هم امجد الاسلاف. وافضل الاشراف. اغضى الرجال لهم اكبارا واعظاما. واجلالا واحتشاما. وان ذكر اغضى حياء من سوء خبره. واطرق خجلاً من خبث اثره. اعاذنا الله من مواقف الهجنة. ومحافل السبه. وسترنا بستره الجميل. واظلناه بظله الظليل " فصل في حل قول الآخر "

ابوك اب حر وامك حرة ... وقد يلد الحران غير نجيب

فلا يعجبن الناس منك ومنهما ... فما خبث من فضة بعجيب

ابوك حر وامك حرة. وما منهما الاغرة. ولكنك بينهما عرة وقد يلد النجيبان غير نجيب. وما الخبث من فضة بعجيب. ولا الشوك في النخل ببديع ولا الدخان من النار بغريب " فصل في حل قول الاستاذ ابي بكر الخوارزمي في رجاء والعباس ابني الوليد الاصبهاني "

ولما رأيت ابني وليد ... وبينهما اختلاف في الفعال

وهبت قبيح ذا لجميل هذا ... واسلفت العواقب والليالي

هي اليد احسنت منها يمين ... فسوغنا لها ذنب الشمال

لما رأيت الاخوين فلانا وفلاناً وبينهما بون بعيد في الخصال. واختلاف شديد في الفعال. ففلان له في كل مكرمة غرة الاوضاح وقادمة الجناح. وفلان يصون فلسه. ويبتذل نفسه وهبت قبيح هذا المشهور بالمخازي. لجميل ذلك المذكور بالمعالي. وجريت على عادتي في اسلاف العواقب والليالي. وما هما في التمثيل الا اليدان. احسنت منهما اليمين كل الاحسان. فسوغنا ذنب اليسار باذن الله المنان " اخرى في حل قول ابي الفتح البستي "

قلت لما غدوت صدورا واضحى ... زمر الناس وافدين عليك

لا رعى الله من رعاك واعلى ... فوق ايدي بني المعالي يديك

فلقد ذل من افادك عزا ... ولقد زل من ازل اليك

رأيتك صدراً يصدر عن رائك. ويزدحم الناس على فنائك. فلم املك غير الدعاء الصادر عن صدر حرج. وقلب ثلج. وقلت لا رعى الله من ارعاك. حتى علت فوق ذوي العلى يداك فقد ذل من مد رواق العز عليك. وزل والله من ازل اليك " اخرى في حل قول منصور بن بادان "

ابا دلف ما الفقر عندي بعينه ... سوى رجل يرجو نداك ويأمله

كأنك طبل رائع الصوت اجوف ... خلاء من الخيرات قفر مداخله

واعجب مما فيك تسليم امرة ... عليك على طنز وانك قابله

ابا دلف ما الفقير الا من يرجو نداك. وما الخائب بحقه وصدقه سوى من يستظل بذراك. وما أنت الا الطبل يروع صوته وهو خال من العوائد. ويروق صيته. وهو صفر من الفوائد ومن عجب تسليم الناس بالامرة عليك ظنزا. وقبولك اياها مجازا ونبزا

<<  <   >  >>