للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثعلبي النيسابوري قدوة والسلامي النيسابوري قدوة والسلام " اخرى في حل قول مروان بن ابي حفصة "

لو مس بالكف عودا يابسا نخرا ... لاهتز اخضر حتى يطلع الثمر

تراك لا والقني وارجع وسوف وعد ... ما قال هذا وما فيه له وطر

لكن يقول نعم وابشروهاك وخذ ... هذا اقر له في فضله البشر

لو ان كتاب خلق الله كلهم ... نعم وحسابهم جاؤك فابتدروا

أن يحسبوا أو يخطوا عشر ما وهبت ... كفاك يوماً من الأيام ما قدروا

أبقى الله مولانا الملك خوارزم شاه للكرم والجود. فهو الذي لو مس عودا يابسا لعاد الماء في العمود. حتى يهتز وينور. ويخضر ويثمر. وهو الذي لا يجري على لسانه كلمات الرد. وألفاظ الوعد. مثل لا وسوف وعد غدا أو بعد غد. لكن قوله لسائله وطالب نائله. نعم وابشروهاك. والغنى قد أتاك. وخذ هذا وذاك. فلو ان كتاب الارض وحساب الخلق اجتمعوا على ان يكتبوا عطاياه. ويحسبوا هداياه. لما قدروا على ضبط العشر مما تهب كفاه. فدامت له علاه. وفداه من عاداه " أخرى في حل قول الفرزدق " " في يزيد بن المهلب لما عزل عن خراسان "

أبا خالد ضاعت خراسان بعدكم ... وقال ذوو الحاجات أين يزيد

فما لسرير الملك بعدك بهجة ... ولا لجواد بعد جودك جود

فلا مطرت بالشرق بعدك مطرة ... ولا اخضر بالمروين بعدك عود

أنا أطال الله بقاء الامير أرثي لخراسان فقد حدثت بها الأحداث. وعمها من بعده الالتياث. واختلت امورها. وضاعت ببعده ثغورها. وتنكرت معارفها مذ صارت بغير رسمه. وكادت منابرها تبكي لفقد اسمه. وقال أبناء الحاجات. وأصحاب الطلبات. يالهفي على يزيد وايجابه. لواردي بابه. وحسن اجابته لقاصدي جنابه. ويا أسفي على ذلك الشرف العميم. والخلق العظيم. والطبع الكريم والنائل الجسيم. فما لسرير الملك مع غيبته بهجة. ولا للكرم بخراسان بعده مهجة. واذ قد زال عنها ظله الظليل وفارقها فضله الجزيل. فلا مطرتها مطرة. ولا قطره. ولا اخضر بالمروين عود. ولا عاد إليهما عيد. ولئن عظمت المصيبة بعزله. فانه لم يعزل في سلطان فضله. ولئن صرف عن خراسان فانه لم يصرف عن الإحسان. والسلام " اخرى في حل قول ابي اسحاق الصابي في المهلبي الوزير "

له يد برعت جودا بنائلها ... ومنطق دره في الطرس ينتشر

فخاتم كامن في بطن راحتها ... وفي أناملها سحبان يستتر

" وقول الآخر "

له سحائب جود في أنامله ... أمطارها القضة البيضاء والذهب

" وقول علي بن جبلة في ابي دلف "

أبا دلف ان السماحة لم تزل ... مغللة تشكو إلى الله غلها

فبشرها ربي بميلاد قاسم ... فارسل جبريلا اليها فحلها

أبقى الله مولانا الملك خوارزم شاه. وعين الله على يده العالية إذا كتبت. ولا زالت عليها واقية باقية إذا وهبت. فهي التي يفيض من أناملها بحار تلفظ اللؤلؤ والمرجان. وينشأ من راحتها سحائب تمطر اللجين والعقبان. فكأن فيها سحبان يسحب ذيل فصاحته وحاتماً يقيم رسم سماحته. ولا غرو أن يكون الجود حليفه. وخليله واليفه. ولم يزل أسير حبس قد اغلق رتاجه. وسمير غل قد ضعف علاجه. فبشره الله بميلاد الملك الميمون. مأمون بن مأمون. وارسل جبريل فحل غله وشفى غلته. وازاح علته. وانطق لسانه بالحمد لمن فك اسرا. وجعل بعد عسر يسرا. وبالشكر لمن اخرجه يمن مولده. وسعادة مورده. من ذلة الرق إلى عزة العتق. ومن تصلية الجحيم. إلى جنة النعيم. فلا عدمت الدنيا الجمال بمن الجود من عتقائه. وشاكريه. واوليائه. وادام الله له أيامه للمكارم والآداب. ما استحسن برد الشباب واستطيب برد الشراب.

" اخرى في حل قول الشاعر "

إذا ما أتاه السائلون توقدت ... عليه مصابيح الطلاقة والبشر

له في ذوي المعروف نعمي كأنها ... مواقع ماء المزن في البلد القفر

" وقول مروان بن ابي حفصه "

يا من الجود صاغ الله راحته ... فليس يعرف غير البذل والجود

عمت عطاياك من في الارض قاطبة ... فأنت والجود منحوتان من عود

" وقول الآخر "

<<  <   >  >>