للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وان أمد الميل في ... جوف سواد الحدقه

لابد من أن يقع الزر ... فين وسط الحلقه

ومن مشهور ما يقع في هذا الفصل ما يروى أن ابن القرية قال للحجاج وقد بنى ببعض نسائه الأبكار باليمن والبركة وشدة الحركة والظفر في المعركة.. ومن ملح الكناية عن البكر قول بعضهم

قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهي المطي إلى ما لم يركب

كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب

وقد ناقضه من قال

ان المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركبا

والدر ليس بنافع أصحابه ... حتى يعالج بالسموط ويثقبا

ومن حسن الكناية عنها قولهم فلانة بخاتم ربها " ويروي " أن شيخاً من العرب تزوج بكراً فعجز عن افتضاضها فلما أصبحت سئلت عن حالها فأنشدت بيتاً ما شئ أدل منه على العجز عن أخذ العذرة

تبيت المطايا حائرات عن الهدى ... إذا ما المطايا لم تجد من يقيمها

ومن عويص هذا الباب قول الشاعر لابي المدبر

أبوك أراد أمك حين زفت ... فلم يوجد لامك بنت سعد

يعني لم يوجد لها عذرة وبنت سعد عذرة بنت كعب " فصل في الكناية عن الحيض " قال بعض المفسرين في قول الله تعالى " فضحكت " انه كناية عن الحيض وقال النبي صلى اللله عليه وسلم فيما ذم من النساء انهن ناقصات عقل ودين ثم قال تدع الصلاة أحداهن شطر عمرها يكني عن الحيض " وحدثني " سهل بن المرزبان قال كنت أحضر أحياناً ببغداد مجلس عنان المسمعة وكان الافاضل كثيراً ما ينتابونها للسماع الفائق وكانت تبتدئ بالقرآن استفتاحا ببركته فتجيد جداً ثم تأخذ في شأنها فبينما أنا ذات يوم عندها إذا ابتدأت بالشعر فارتفعت اصوات الحاضرين باستعادة عادتها في الابتداء بالقرآن وهي ساكتة فلما عاودوها مرات قال لهم صاحب الستارة ليس يجوز لها أن تقرأ القرآن فلم يفطن لهذه الكناية أكثرهم حتى تبههم انه كنى عن حيضها " ويحكى " أن بوران بنت الحسن بن سهل لما زفت إلى المأمون حاضت من هيبة الخلافة في غير وقت الحيض فلما خلا بها المأمون ومد يده إلى تكتها قرأت أتي أمر الله فلا تستعجلوه ففطن لحاله وتعجب من كنايتها وازداد اعجابا بها " وما أشبه " وقوفه على كنايتها الا بحال ابي فراس الحمداني حيث قال

وكنى الرسول عن الجواب تطرفا ... ولئن كني فلقد علمنا ما عنى

وكنت أقرأ في شعر بن الحجاج والامير مفتصد في بيت لا مجال فيه لمعني فصد الامير ولا أفطن له إلى ان اذكر لي بعض السادة انه كناية عن الحيض بلسان المجان من اهل بغداد فخرج لي معنى البيت لولا فرط قذعه لا وردته ثم أنشدت ما يحقق معناه لبعض العصريين

مشيت علىدمي وركبت هولا ... على خطر وجد به المسير

إلى من بين ثوبيها الاماني ... وفي ازرارها القمر المنير

فلما ان خطبت الوصل منها ... حجبت وقيل قد فصد الامير

فيالك ثم يالك من فصاد ... تعوق لي به حج كبير

" فصل في الحبل " مجاهد في قول الله تعالى " فمرت به " قال انه كناية عن الحبل وكثيراً ما تجري هذه الكناية في الفارسية.. وما احسن ما كنى به الفرزدق عن جارية له حبلي توفيت بقوله

وجفن سلاح قد رزئت فلم أنح ... عليه ولم أبعث عليه البواكيا

وفي جوفه من صارم ذي حفيظة ... لو ان المنايا انسأته لياليا

" وسمعت " أبا الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي في المذاكرة يقول تقول العرب في الاستخبار عن الحبلى والكناية عن ولادتها أحلبت ناقتك أم أجلبت أي أتت بأنني فتحلب أم بذكر فتحلب للبيع " وقرأت " في كتاب جراب الدولة أن قحبة قالت لسحاقة ما أطيب الموز تكنى عن الاير قالت نعم ولكن ينفخ البطن تكنى عن الحبل " فصل في نوادر وملح في كنايات هذا الباب " ههنا أبيات مشهورة متنازعة منسوبة إلى جماعة من الجواري والغلمان فمنهم قينة رآها صديق لها ولما بها استخشن العرض وتأذي بالشعرة فنبا عنها وهجرها ثم انها أصلحت من شأنها وكتبت اليه تقول

فديتك سهلت الطريق الذي اشتكى ... جوادك فيه للحفى من خشونته

فأصبح بعد الحزن ميدان لذة ... يجول كميت اللهوفيه للذته

<<  <   >  >>