للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة المحقق]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على معلم الخير محمد وعلى آله وصحابته، عاش الزنجاني الفترة الأخيرة من الدور الخامس في ادوار الفقه الاسلامي الذي يمتد في رأي العلماء من القرن الرابع إلى سقوط بغداد في النصف الثاني من القرن السابع الهجري.

ولئن اتسم هذا الدور بطابع التقليد - فلم نجد بعد أبي جعفر الطبري المتوفى سنة ٣١٠ هـ إماما من أئمة الاجتهاد المطلق - لقد رأينا فيه رجالا كانوا منارات في الظلام ومعالم في طريق المعرفة، ممن لم يقفوا عند التقليد المحض، بل ساروا على بينة من الأمر. فجمعوا الآثار، ورجحوا بين الروايات، وخرجوا علل الأحكام، وحاولوا أن يردوا الفروع الى أصولها، وكانت لهم مواقف مشهودة في بيان الحق والدلالة عليه.

وأبو البقاء، أو أبو المناقب محمود بن أحمد الزنجاني الشافعي - نسبة إلى مدينة زنجان على حد آذربيجان من بلاد الجبل - أحد هؤلاء الاعلام، وقد قضى في كائنة بغداد سنة ست وخمسين وستمائة للهجرة، بعد أن سلخ حياة زاخرة بالعلم والتأليف، وبعد أن أصبح نائب قاضي القضاة أو قاضي القضاة في العاصمة

 >  >>