قيل لَهُ: وَمَا على عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ من فعل الْوَلِيد، قد ولى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعض النَّاس على الصَّدَقَة ففسق، فَأنْزل الله تَعَالَى فِيهِ {. . إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} الْآيَة.
فَلَا يلْحقهُ فِي ذَلِك إِلَّا مَا لحق رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمن بعد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولي عمر بن الْخطاب قدامَة بن مَظْعُون، دلكم؟ فَشرب الْخمر متأولا، فَأمر عمر رَضِي الله عَنهُ بحده، وَقُدَامَة من أولي السَّابِقَة وَالْفضل من أهل بدر، فَلم يلْحق عمر من فعله شَيْئا بعد أَن حَده وَلذَلِك عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قد أَقَامَ الْحَد على الْوَلِيد بن عقبَة.
١٧ - ١١٧ - حَدثنَا فاروق الْخطابِيّ، ثَنَا أَبُو مُسلم الْكَجِّي، ثَنَا مُسلم ابْن إِبْرَاهِيم، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار، (حَدثنَا مولى بن عَارِم الدناج، ثَنَا حضين بن الْمُنْذر قَالَ: شهِدت عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وأتى بالوليد بن عقبَة وصل بِأَهْل الْكُوفَة أَرْبعا وَقَالَ: أَزِيدكُم فَشهد عَلَيْهِ حمْرَان وَرجل آخر، شهد أَحدهمَا أَنه رَآهُ يشْربهَا، وَشهد الآخر رَآهُ يقيئها قَالَ فَقَالَ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ إِنَّه لم يقيئها حَتَّى شربهَا، وَقَالَ عُثْمَان لعَلي رَضِي الله عَنْهُمَا: قُم فاجلده، فَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ لعبد الله بن جَعْفَر: أقِم عَلَيْهِ الْحَد، فَأخذ السَّوْط فَجعل يجلده وَعلي عَلَيْهِ السَّلَام يعده حَتَّى بلغ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أمسك فَإِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جلد أَرْبَعِينَ، وَجلد أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ أَرْبَعِينَ، وَجلد عمر رَضِي الله عَنهُ ثَمَانِينَ، وكل سنة.