٣ - ٦٤ - حَدثنَا مُحَمَّد بن حمدَان بن الْحسن، ثَنَا بشر بن مُوسَى، ثَنَا يحيى بن إِسْحَاق السليحي، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُسلم، عَن الْأَعْمَش بن سَالم ابْن أبي الْجَعْد، عَن زِيَاد بن لبيد، قَالَ: أتيت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يحدث أَصْحَابه وَهُوَ يَقُول: كَيفَ أَنْتُم وَقد ذهب أَوَان الْعلم؟ قَالَ: قلت يَا رَسُول الله وَكَيف يذهب أَوَان الْعلم وَنحن نَقْرَأ الْقُرْآن ونعلمه أنباءنا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، قَالَ: فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثكلتك أمك يَا بن لبيد قد كنت أَرَاك (من) أفقه رجل بِالْمَدِينَةِ، أَو لَيْسَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى يقرؤون التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل ثمَّ لَا يَنْتَفِعُونَ بهَا، وَرَوَاهُ الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن سَالم، وَشعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن سَالم.
فَلَو احْتج بِهَذَا الحَدِيث فَقَالَ: زِيَاد بن لبيد أفقه أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسلك مسلكك فِيمَا احتججت بِهِ، مَا كَانَ محتكراً عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا وَجه هَذَا الحَدِيث عندنَا: أَن زِيَاد بن لبيد من فُقَهَاء أهل الْمَدِينَة وعلمائهم لَا أَنه افقه رجل بهَا وأعلمه، وَلَو ثَبت الحَدِيث الَّذِي اعتللت بِهِ كَانَ وَجهه مثله وَبَقِي مَا تأولناه فِي حَدِيث زِيَاد بن لبيد.
٤ - ٦٥ - حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد، ثَنَا بكر بن سهل، ثَنَا عبد الله بن صَالح، ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفيرن عَن أَبِيه عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: