للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوجد والفقد حالتان متغايرتان لَهُم لَا للحق تَعَالَى

قَالَ أَبُو سعيد الخراز معنى الْجمع أَنه أوجدهم نَفسه فِي أنفسهم بل أعدمهم وجودهم لانفسهم عِنْد وجودهم لَهُ

مَعْنَاهُ قَوْله كنت لَهُ سمعا وبصرا ويدا فبى يسمع وَبِي يبصر الْخَبَر

وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يتصرفون بِأَنْفسِهِم لَا لأَنْفُسِهِمْ فصاروا متصرفين للحق بِالْحَقِّ

الْبَاب الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ

قَوْلهم فِي التجلي والاستتار

قَالَ سهل التجلي على ثَلَاثَة أَحْوَال

تجلي ذَات وَهِي المكاشفة وتجلي صِفَات الذَّات وَهِي مَوضِع النُّور وتجلى حكم الذَّات وَهِي الْآخِرَة وَمَا فِيهَا

معنى قَوْله تحلى ذَات وَهِي المكاشفة كشوف الْقلب فِي الدُّنْيَا كَقَوْل عبد الله بن عمر كُنَّا نتراءى الله فِي ذَلِك الْمَكَان يَعْنِي فِي الطّواف وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ وكشوف العيان فِي الْآخِرَة

وَمعنى قَوْله تجلى صِفَات الذَّات وَهِي مَوضِع النُّور هُوَ أَن تتجلى لَهُ قدرته عَلَيْهِ فَلَا يخَاف غَيره وكفايته لَهُ فَلَا يَرْجُو سواهُ

وَكَذَلِكَ جَمِيع الصِّفَات كَمَا قَالَ حَارِثَة كَأَنِّي أنظر إِلَى عرش رَبِّي بارزا كَأَنَّهُ تجلى لَهُ كَلَامه فِي أخباره فَصَارَ الْخَبَر لَهُ كالمعاينة

وتحلى حكم الذَّات يكون فِي الْآخِرَة فريق فِي الْجنَّة وفريق فِي السعير

قَالَ بعض الْكِبَار عَلامَة تجلى الْحق للاسرار هُوَ أَن لَا يشْهد السِّرّ مَا يتسلط عَلَيْهِ التَّعْبِير أَو يحويه الْفَهم فَمن عبر أَو فهم فَهُوَ خاطر اسْتِدْلَال لَا نَاظر إجلال

<<  <   >  >>