قَبْرِي ثمَّ اخْرُجُوا عني سَاعَة فَإِن أول من يُصَلِّي عَليّ جِبْرِيل
ثمَّ مِيكَائِيل
ثمَّ إسْرَافيل
ثمَّ ملك الْمَوْت وَجُنُوده
ثمَّ الْمَلَائِكَة ثمَّ ادخُلُوا عَليّ فوجا فوجا فصلوا عَليّ وسلموا تَسْلِيمًا
وَسَأَلَ النَّاس عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فَقَالُوا كَيفَ نصلي عَلَيْهِ فَقَالَ اسألوا عَليّ بن أبي طَالب
فسألوا عليا فَقَالَ قُولُوا {إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا}
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد
وَلما وقف عمر للصَّلَاة اثنى عَلَيْهِ كثيرا وَذكر بعض محامده ثمَّ صلى عَلَيْهِ أهل بَيته ثمَّ الرِّجَال ثمَّ النِّسَاء ثمَّ الصّبيان وَلم يؤمهم أحد
وَدفن صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْأَرْبَعَاء وَأدْخلهُ فِي قَبره عَمه الْعَبَّاس وَعلي بن أبي طَالب وَالْفضل بن عَبَّاس وَقثم بن الْعَبَّاس
وَقَالَت بَنو زهرَة نَحن أَخْوَاله فادخلوا منا رجلا فادخلوا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَدخل أُسَامَة بن زيد مَوْلَاهُ وشقران مَوْلَاهُ وَهُوَ الَّذِي ألْقى القطيفة تَحْتَهُ وَدخل الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَآخرهمْ خُرُوجًا قثم بن الْعَبَّاس وَقيل الْمُغيرَة بن شُعْبَة ودك التُّرَاب وَانْقطع الْوَحْي وانقرضت النبوءة وتأنس الْمُسلمُونَ بعده بِكِتَاب الله وَحَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيُقَال انْزِلْ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا
ووقفت فَاطِمَة ابْنَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قَبره بعد دَفنه وانشدت
(قل للمغيب تَحت أطباق الثرا ... هَل تسمعن صراخي وندايا)
(هَذَا على من شم تربة أَحْمد ... ألايشم مدى الزَّمَان غواليا)
(صبَّتْ عَليّ مصائب لوانها ... صبَّتْ على الْأَيَّام عدن لياليا)
وَبكى النَّاس فِي ذَلِك الْيَوْم بكاء شَدِيدا ورثاه أَبُو بكر وَعمر وَغَيرهمَا
وأنشدت أَيْضا
(قد كَانَت بعْدك أنباء ... لَو كنت تشهدها لم يكثر الخطبا)