أعلم أَن معجزات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَثِيرَة وَلَا يُحِيط بهَا أحد وَلَا يحصرها عدد قد جمع الْحَافِظ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه الْمَعْرُوف بأنوار الْفجْر ألف معْجزَة واعترف بِالْعَجزِ مِنْهَا الْقُرْآن وَهُوَ من أعظم المعجزات وَوجه اعجازه التآم كَلِمَاته وبراع براعته فِي أَحْكَامه وقصصه وَكَونه نزل بدار أَرْبَاب الفصاحة ورؤساء البلاغة وَنُودِيَ بِهِ على رؤوسهم ومجتمعهم فِي مُدَّة تزيد على عشْرين سنة وعجزوا عَن الْمُعَارضَة
وَصدر مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذِه الْمدَّة الْيَسِيرَة من الْعُلُوم وَالسّنَن والآداب والمحاسن ومصالح الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَا تعجز عَنهُ الْأُمَم الْمَاضِيَة فِي آلَاف السنين
[فصل]
وَمن آيَاته أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَخْتُومًا ويروى مَقْطُوع السُّرَّة
وَقَالَ جده عبد الْمطلب سَيكون لبني هَذَا شَأْن عَظِيم
وَعَن انس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ جِبْرِيل وَهُوَ يلْعَب مَعَ الغلمان وصرعه وشق جَوْفه واستخرج مِنْهُ الْقلب وأزال مِنْهُ علقَة
وَقَالَ هَذَا حَظّ الشَّيْطَان مِنْك
ثمَّ غسله فِي طست من ذهب بِمَاء زَمْزَم ثمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانَهُ
وَقَالَ الغلمان قتل مُحَمَّد
قَالَ أنس وَكنت أرى ذَلِك الْخَيط فِي مُدَّة
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (اني لأعرف حجرا