بصالحية دمشق سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ولازم التَّاج بن السُّبْكِيّ والتقي بن الشَّهِيد وَابْن كثير وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعِمَاد الحسباني وَصَحب الْجلَال بن خطيب داريا دهرا وَكتب عَنهُ، وَكَانَ حسن الْإِدْرَاك كثير الْفَوَائِد مَعَ إعجاب بِنَفسِهِ، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَزِمتهُ مُدَّة وَكنت لَهُ محبا وَمِنْه مستفيدا. قَالَه المقريزي فِي عقوده وَحكى عَنهُ عَن التقي عبد الله بن جملَة أَن شخصا سَمَّاهُ لما حدث الوباء الْكَبِير فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَمر فِي الْحَال بِبيع ثِيَابه وعقاره وَالتَّصَدُّق بِثمن ذَلِك فَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي تمّ فِيهَا هَذَا رأى فِي مَنَامه قَائِلا يَقُول لَهُ فِي هَذِه اللَّيْلَة كَانَ انْقِضَاء عمرك إِلَّا أَن الله قد زَاد فِي عمرك لما فعلت سِتّ عشرَة سنة، إِلَى غَيرهَا من الْأَشْعَار والحكايات.
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة عشْرين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَسْعُود الشَّمْس الشبراوي نِسْبَة لشبرا النَّخْلَة بالمنوفية القاهري)
الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه مُقْتَصرا على اسْمه ونسبته وَقَالَ: اشْتغل كثيرا وَكَانَ مقتدرا على الدَّرْس فدرس كتاب الشفا وَعرضه ثمَّ مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَلم يكن بالماهر.
مَاتَ فِي سلخ سنة أَربع عشرَة. قلت وَكَذَا حفظ غير ذَلِك كالتنبيه والألفيتين، وَقد جاور فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَسمع بهَا على الزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقاء، وَكَانَ إِمَام السنقورية بِالْقَاهِرَةِ وَاتفقَ أَنه كَانَ جَالِسا بخلوته مِنْهَا فلعبت النَّار من الْقنْدِيل فِي عمَامَته وَغَيرهَا من أثوابه فبادر وَألقى نَفسه فِي بركَة الْمدرسَة. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن وهبان الْمدنِي عَم سُلَيْمَان الْمَاضِي. سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الحكري. مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الفيومي بواب الزمامية بِمَكَّة، ذكره ابْن فَهد مُجَردا. مُحَمَّد بن سليم بن كَامِل الشَّمْس الحوراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: تفقه وتمهر واعتنى بالأصول والعربية وَكَانَ من عدُول دمشق وَقَرَأَ الرَّوْضَة على الْعَلَاء حجي وَكتب عَلَيْهَا حواش مفيدة وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء ودرس وَأعَاد وتصدر وَأفَاد وَكَانَ أسمر شَدِيد السمرَة أَكثر أقرانه استحضارا للفقه مِمَّن يكْتب الحكم وَكتب للتاج السُّبْكِيّ كثيرا من مصنفاته. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث بعد أَن عُوقِبَ بأيدي اللنكية وَقد قَارب السِّتين وَلَيْسَ فِي لحيته شَعْرَة بَيْضَاء رَحمَه الله.
مُحَمَّد بن سَنَد. يَأْتِي فِي ابْن عَليّ. مُحَمَّد بن سنقر أَبُو السُّعُود الجمالي نزيل مَكَّة وشاد عمَارَة السُّلْطَان مَعَ الْحِسْبَة. سمع مني هُوَ وَأَبوهُ المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وكتبت لَهما