للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا ذكيا فصيحا بالعربي والفارسي والتركي ونظم السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض. وَكَانَ فِي رَأسه خفَّة وطيش وعجلة وَعجب ثمَّ وَصفه بخفة الْعقل وَالْبخل المفرط وَأَنه قاسى فِي أول أمره من الْفقر شَدَائِد فَلَمَّا رَأس وأثرى أَسَاءَ لكل من أحسن إِلَيْهِ. وَجمع مَالا كثيرا لم ينْتَفع مِنْهُ بِشَيْء إِنَّمَا انْتفع بِهِ من استولى عَلَيْهِ بعده وَبَالغ الْعَيْنِيّ فِي ذمه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فقد أثنى عَلَيْهِ طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ وَالِده وَوَصفه بالبراعة فِي الْفُنُون العلمية، قَالَ شَيخنَا وقرأت بِخَطِّهِ لغزا فِي غَايَة الْجَوْدَة خطا ونظما. قلت لَيْسَ فِي كَلَام الْعَيْنِيّ مَا يمْنَع هَذَا بل هُوَ مُتَّفق مَعَ شَيخنَا فِي الْمَعْنى، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ كثير الوقيعة فِي كتاب السِّرّ لاقتصارهم على مَا رسمه لَهُم الشهَاب بن فضل الله وتسميتهم ذَلِك المصطلح وغضهم مِمَّن لَا يعرفهُ وحاول مرَارًا أَن يُغير المصطلح على طَريقَة أهل البلاغة ويعتني بمراعاة الْمُنَاسبَة فَكَانَ مِمَّن قَامَ بإنكار ذَلِك وشفع عَلَيْهِ فِيهِ نَاصِر الدّين الفاقوسي كَبِير الموقعين كَمَا سلف فِي تَرْجَمته فَلَمَّا رأى ذَلِك مِنْهُ غضب عَلَيْهِ وعزله وَقرر عوضه الصَّدْر أَحْمد بن الْجمال القيسري بن العجمي فَلَمَّا مَاتَ الكلستاني عَاد الفاقوسي. مَاتَ بحلب فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى بعد ضعفه سِتَّة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَخلف أَمْوَالًا جمة يُقَال أَنَّهَا وجدت مدفونة فِي كراسي المستراح وَجَرت بعده فِي وَصيته كائنة لشهودها كالزين التفهني الَّذِي ولي الْقَضَاء بعد فَقَرَأت بِخَط التقي الزبيرِي أَن السُّلْطَان أَمر ابْن خلدون أَن يفصل الْمُنَازعَة الَّتِي وَقعت بَين الأوصياء والحاشية فعزل الْأُمَرَاء أنفسهم فعزر ابْن خلدون التفهني ورفيقه بِالْحَبْسِ وأبطل الْوَصِيَّة بطرِيق بَاطِل لظَنّه أَن ذَلِك يُرْضِي السُّلْطَان فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك أنكرهُ وَأمر بإبقاء الْوَصِيَّة على حَالهَا، وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ فتح الدّين فتح الله بن مستعصم نقلا من رياسة الطِّبّ وَيُقَال أَن السُّلْطَان اخْتَارَهُ لَهَا بِغَيْر سعي مِنْهُ. وَمِمَّنْ)

تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَآخَرُونَ.

٥٥٥ - مَحْمُود بن عبد الله الشّرف الدِّمَشْقِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الفرفور. / كَانَ يتَكَلَّم على جِهَات الزيني بن مزهر الشامية وسافر مَعَه فِي الرجبية فَمَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ.

٥٥٦ - مَحْمُود بن عبد الله الصَّامِت / أحد المعتقدين فِي مصر. كَانَ شكلا بهيا حسن الصُّورَة كَبِير اللِّحْيَة منور الشيبة وَلَا يتَكَلَّم الْبَتَّةَ أَقَامَ بالجيزة مُدَّة طَوِيلَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه وَزَاد فِيهِ لَقيته مرَارًا.

٥٥٧ - مَحْمُود بن عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق

<<  <  ج: ص:  >  >>