للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَالم طرابلس بهَا حِين توجه للجون صُحْبَة الْأَمِير يشبك الْفَقِيه فَأخذ عَنهُ وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء بن المغلي ولازم القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وارتحل لِابْنِ رسْلَان فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وكناه أَبَا الرّوح وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَالْعرُوض والميقات وَنَحْوهَا عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَكَذَا قَرَأَ على ابْن المجدي شَرحه للجعبرية وَقطعَة من الخبري ولازمه وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ جملَة من كثير من الْفُنُون وَقَرَأَ فِي شرح الألفية لِابْنِ عقيل أَو جَمِيعه على قَارِئ الْهِدَايَة ولازمه كثيرا لسكناهما مَعًا فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَفِي الْعرُوض على النواجي وَأكْثر من التَّرَدُّد لشَيْخِنَا حَتَّى كَانَ مِمَّن سمع من لَفظه بالبيبرسية الصَّحِيح وَكتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأكْثر من مرافقة شَيخنَا ابْن خضر عِنْده بل يُقَال إِنَّه أَخذ عَن الْبُرْهَان وَصَحب الشَّيْخ مَدين واغتبط بِهِ كثيرا وتنزل فِي صوفية المؤيدية أم بِمَسْجِد فِي الوراقين بعد عَمه بل جلس بحانوت هُنَاكَ وقتا وأقرأ فِي ابْتِدَائه الْأَطْفَال بحانوت عِنْد جَامع كَمَال بالحسينية وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال والتردد بِسَبَبِهِ لمشايخ الْوَقْت بِحَيْثُ لَازم كلا من الْمحلي وَابْن الْهمام والشرواني حَتَّى مَاتَ بل حضر بِمَكَّة عِنْد عبد الْمُعْطِي المغربي حِين الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَسمع بهَا على أبي الْفَتْح المراغي وَلم يكن مَعَ مداومته لذَلِك شَدِيد البراعة فِي الْعُلُوم وَأحسن مَا كَانَ عِنْده الْعَرَبيَّة حَتَّى أَنه شرح فِيهَا مُقَدّمَة شَيخنَا الحناوي والمفرجية وَإِن كَانَ كتب فِي الْفِقْه أَيْضا على تَنْقِيح اللّبَاب شرحا كَامِلا فِي مجلدين وعَلى أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة تكون نَحْو النّصْف من جَامع المختصرات شرحا مَشى فِيهِ أَولا على طَريقَة ثمَّ عدل عَنْهَا إِلَى غَيرهَا وَلَيْسَ مَا كتبه فِي كليهمَا بالطائل بل يُقَال إِنَّه رَجَعَ عَنْهُمَا مَعًا وَقد أَقرَأ جمعا من الطّلبَة لَكِن)

يَسِيرا وَتردد لبَعض الْأَعْيَان بِسَبَب ذَلِك وبهذه الْوَاسِطَة اسْتَقر بِهِ الْجمال نَاظر الْخَاص فِي مشيخة التصوف بمدرسته الَّتِي استجدها جوَار الصاحبية أول مَا فتحت واختص بالشرف بن الجيعان وانتفع كل مِنْهُمَا بِصُحْبَة الآخر وترافقا فِي الْأَخْذ عَن بعض الشُّيُوخ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَوْلَاده وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِم بِحَيْثُ اشْتهر بصحبتهم وَصَحب الْعِزّ الْمَالِكِي رَفِيق ابْن الْهمام الْمَاضِي وَتزَوج بعده بِزَوْجَتِهِ وَكَذَا كَانَ كثير التَّرَدُّد لزاوية الشَّيْخ مَدين بِسَبَب الذّكر والإقراء وَغير ذَلِك فِي حَيَاته وَبعد مماته لكنه فِي حَيَاته أَكثر وناب عَن ابْن البدرشي فِي درس خشقدم الزِّمَام بالأزهر وقتا وَكَذَا فِي مشيخة الحبرني بالقرافة لكَونه كَانَ من جمَاعَة أَبِيه وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعلم وَزوج صَاحب التَّرْجَمَة الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>