عَنهُ مَا يقْدَح فِي ديانته وَأعَاد صَاحب التَّرْجَمَة وَلزِمَ الْإِقَامَة بهَا على طَرِيقَته فِي الإقراء إِلَى أَن اتّفقت كائنته مَعَ زَوجته ابْنة الْجمال بن هِشَام لصقت بِهِ لأجل غرضها كلَاما قبيحا تنكره الْقُلُوب السليمة فَأمر الظَّاهِر جقمق بنفيه فشفع فِيهِ وانتمى لجانبك الأشرفي الَّذِي عمل شادالشر بخاناة فِي الْأَيَّام الاينالية وَتقدم فِي ايام الظَّاهِر حشقدم فَأَخذه عِنْده وَصَارَ يجلس للإقراء هُنَاكَ بمدرسة سودون المؤيدي أحد الْأُمَرَاء الآخورية بِالْقربِ من زقاق حلب وجامع قوصون حَتَّى مَاتَ وَحصل لَهُ بِهِ ارتفاق وَكَانَ قد عين مرّة لشيخة صهريج منجك ثمَّ لم تنم لمساعدة الْأمين الأقصرائي لولد الْمُتَوفَّى وتألم التقي لذَلِك كثيرا وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس التَّفْسِير بالجمالية البيرية بعد السفطي وَفِي الإفادة بمدرسة الجاي ثمَّ بِأخرَة فِي تدريس الأيوان المجاور للْإِمَام الشَّافِعِي وَنَظره عقب إِمَام الكاملية مَعَ تقدم غَيره فِي الْفِقْه عَلَيْهِ رَغْبَة فِي ديانته وخيره وَقبل إِذْ ذَاك (الْقَائِل هُوَ عبد الْبر بن الشّحْنَة كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ عِنْد الْمُؤلف رَحمَه الله)
(تطاعنت الغواة بِغَيْر تقوى ... على درس الإِمَام الشَّافِعِي)
(فَلم يشف الإِمَام لَهُم غليلا ... وَلم يجنح إِلَى غير التقي)
وصاهر أَحْمد بن الأتابكي تنكب البردبكي على ابْنَته واستولدها ولدا وَمن قبلهَا تزوج سبطة الزيني عبد الْقَادِر البلبيسي كَاتب العليق واستولدها ذكرا وَأُنْثَى كل ذَلِك وَهُوَ ناصب نَفسه لإلقاء الْفُنُون حَتَّى أَخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة بل أَخذ عَنهُ طبقَة ثَالِثَة وَهُوَ لَا يمل وَلَا يفتر وَكَثُرت تلامذته من كل مَذْهَب وَصَارَ شيخ الْعَصْر بِدُونِ مدافع واشتهر بجودة التَّعْلِيم ومزيد النصح والذكاء لَكِن بِدُونِ طلاقة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أخي بل وَحضر عِنْده فِي إجلاس عمله وقرض لي بعض التصانيف فَبَالغ وَكَانَ أحد القائمين على البقاعي فِي كائنة ابْن الفارض وَكتب على فتيا بِمَنْعه من النَّقْل من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل هَذَا مَعَ أَنه قرض لَهُ على كِتَابَة الملجئ للاستفتاء عَلَيْهِ بذلك قصدا للدَّفْع عَن عُنُقه كل هَذَا مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والتواضع والتهجد والانجماع عَن أَكثر بني الدُّنْيَا وسلامة الصَّدْر والفتوة وَالرَّغْبَة فِي زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين وملازمة قبر اللَّيْث فِي كل جُمُعَة غَالِبا وَقد حج بِأخرَة أَيْضا وَرجع وَهُوَ متوعك بِحَيْثُ أشرف إِذْ ذَاك على الْوَفَاة ثمَّ عوفي وَأقَام مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بسبيل المؤمني وَدفن بتربة جَاره الْأَمِير جكم قرا بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي وتأسف الْمُسلمُونَ على فَقده رَحمَه الله وإيانا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute