للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والمودة والاختصاص الزَّائِد فِي مجَال التَّرَدُّد وَغَيرهَا وَعدم تحيل شَيخنَا من ذَلِك وتوقا بصداقته بل بَلغنِي أَنه كَانَ يتَمَنَّى لَو وَقع ليَكُون وَسِيلَة فِي جر النَّفْع وَدفع الْأَذَى وَمَعَ هَذَا كُله فقد عد عَلَيْهِ بَعضهم قِرَاءَته البُخَارِيّ فِي القلعة بِمَجْلِس السُّلْطَان حِين كَانَ قَاضِيا وَكَذَا لم يكن يتَرَدَّد للْقَاضِي علم الدّين بن البُلْقِينِيّ الْبَتَّةَ وَلذَلِك أوذي من قبله قبيل مَوته بِيَسِير بِمَا أحرق فُؤَاده وَنفى رقاده وَلم يجد لذَلِك ظهيرا وَلَا وليا ونصيرا وَعند الله تلتقي الْخُصُوم وَلم يكن شَيخنَا أَيْضا يقدم عَلَيْهِ من أَصْحَابه غَيره وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ وَقد وَصفه فِي فتح الْبَارِي بالامام الْعَالم الْعَلامَة الْفَاضِل الباهر الماهر الْمعِين مُفِيد الطالبين جمال المدرسين وَفِي مَوضِع آخر حَيْثُ أرخ وَفَاته بقوله وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله صِيَانة وديانة وفهما وحافظة وَحسن تصور وانجماعا عَن أَكثر النَّاس الا من يَسْتَفِيد مِنْهُ علما أَو يفِيدهُ وَعدم التَّرَدُّد إِلَى الأكابر مَعَ ضيق الْيَد والعائلة وَبسط النَّفس والتوسعة على الْأَقَارِب والأجانب وَترك التشكي وَالصَّبْر المستمر قَالَ وَقد أجَاز لَهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَسمع الْكثير بقرَاءَته وقليلا بِقِرَاءَة غَيره ولازمني كثيرا من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَقَرَأَ على جَمِيع فتح الْبَارِي وتلقاه مني استملاءا فِي المبادئ ثمَّ عرضا وتحريرا وَقَرَأَ على الْكتب الْكِبَار فِي عدَّة سِنِين من شهر رَمَضَان من كل مِنْهَا وَعند الله أحتسبه وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الشَّيْخ الْفَاضِل الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه الفرضى المفنن الْفَائِق فِي جلّ الْعُلُوم ثمَّ قَالَ فرحمه الله فَلَقَد كَانَ لي بِهِ سرُور وانتفاع فِي الْغَيْبَة والحضور فَعِنْدَ الله احتسب مصيبتي فِيهِ وأسأله خير الْعِوَض انْتهى.

وَمَعَ هَذَا كُله فَلم يشغل نَفسه بتصنيف نعم لَهُ على كثير من الْكتب تقاييد نفيسة وحواش مفيدة من ذَلِك على خبايا الزوايا للزركشي وَهِي كَثِيرَة بِحَيْثُ افردها بعض الآخذين عَنهُ مَعَ زيادات ضمهَا إِلَيْهِ وَكَذَا لَهُ حواش على جَامع المختصرات وعَلى مسئلة السَّاكِت للسوسني وَأكْثر مَا يَكْتُبهُ من ذَلِك بالبديهة وَعبارَته فِي غَايَة الْجَوْدَة والتحرير والرشاقة مَعَ ذَلِك وَقد ولي تدريس الْفِقْه بالمنكوتمرية بعد شَيْخه الشهَاب الطنتدائي وبالخروبية بِمصْر بعد الْمُحب بن ابي الْحسن الْبكْرِيّ وناب فِي تدريس الحَدِيث بالقبة البيبرسية عَن شَيخنَا وَكَذَا نَاب فِي التَّكَلُّم فِي المنكوتمرية وَالنَّظَر على جَامع ساروجا وَغير ذَلِك مِمَّا حمد فِي جَمِيعه وَحج مرَارًا)

<<  <  ج: ص:  >  >>