للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وجاور فِي بَعْضهَا وَحدث باليسير وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى بل كَانَ شَيخنَا كثيرا مَا يعرض عَلَيْهِ أجوبته فِي الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة والفرضية وَنَحْو ذَلِك وَرُبمَا أرسل إِلَيْهِ بالمسائل الدقيقة لَا لعَجزه عَنْهَا بل لاشتغاله بِمَا هُوَ أهم مِمَّا تعين عَلَيْهِ وَكَذَا كَانَ يُرْسل إِلَيْهِ بِمن يروم السُّلْطَان مِنْهُ اختبار صلاحيته لولاية الْقَضَاء وَنَحْوه لعظم وثوقه بِنَفسِهِ وَيُعْطِيه فِي كل سنة مَالا جما يفرقه زَكَاة على الطّلبَة والفقراء وَكَانَ يتحَرَّى فِيهِ حَتَّى عَادَاهُ بعض الْفُضَلَاء لكَونه امْتنع من اعطائه لعلمه بِعَدَمِ اسْتِحْقَاقه. وَفِي تَرْجَمته من معجمي زِيَادَة على مَا ذكر وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الْعلم إِلَى أَن تعلل بِمَرَض فِي بَاطِنه عظم مِنْهُ توهجه ثمَّ ظهر لَهُ خراج فِي مقعدته حَتَّى نقل عَن الجرايحي الَّذِي كَانَ يعالجه أَنه طاعون فَزَاد بِهِ الْأَمر وشب فِي أحشائه اللهيب مَعَ ضيق النَّفس وَمَات وَهُوَ يسْتَغْفر الله بعد صَلَاة الْعشَاء بساعة من اللَّيْلَة المسفر صباحها يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس فِيهِ الْبَدْر بن السسي الْمَالِكِي بِإِشَارَة شَيخنَا وحضوره وَكَذَا حُضُور الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ على بَاب مصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربة حوش بعد أَن أدْركهُ السفطي وَهُوَ إِذْ ذَاك قَاضِي الشَّافِعِيَّة فصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي طَائِفَة وَعظم تأسف النَّاس على فَقده لَا سِيمَا شَيخنَا وَلم يخلف ذكرا فقرر السفطي فِي الخروبية وَلَده واستناب عَنهُ الْبَهَاء بن الْقطَّان ثمَّ أعطَاهُ لَهُ شَيخنَا اسْتِقْلَالا وَاسْتقر فِي المنكوتمرية التقى القلقشندي وَفِي النِّيَابَة فِي البيبرسية ابْن حسان ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة كَانَ جَدِيرًا بهَا فرحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.

إِبْرَاهِيم بن خلف بن تَاج بن صَدَقَة البلبيسي الشَّافِعِي النحال ولد قبل سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببلبيس وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ اشْتغل بتربية النَّحْل وَالتِّجَارَة فِيمَا يُخرجهُ الله مِنْهَا فنسيه وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي أَوَائِل الْقرن وزار الْقُدس والخليل وسافر إِلَى صفد وَجَاوَزَ الاربعين وَهُوَ لَا يعرف نظما وَلَا يحدث بِهِ نَفسه إِلَى أَن قدم عَلَيْهِم واعظ يُقَال لَهُ الطنبدي فَتكلم على قَوْله تَعَالَى أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى فَنقل أَن الله لما استخرج ذُرِّيَّة آدم من ظَهره فِي صور الذَّر وَقَالَ لَهُم أَلَسْت بربكم انقسموا قسمَيْنِ فقسم قَالُوا بلَى وَقسم سكت ثمَّ انقسم كل قسم قسمَيْنِ فَقَالَ قسم من الساكتين ليتنا أجبنا كَمَا أجَاب هَؤُلَاءِ وَاسْتمرّ الْقسم الآخر على السُّكُوت وَقَالَ قسم من المجيبين ليتنا سكتنا كَمَا سكت هَؤُلَاءِ وَاسْتمرّ الْقسم الآخر على إجَابَته

<<  <  ج: ص:  >  >>