الرِّضَا والسخط وطالما يراسلني بالثناء والاستمداد من الْفَوَائِد ليدفع بذلك من هُوَ بخطابه معاند وَلَيْسَ فِي الصِّلَة للحق بعائد من حَيَاة شَيخنَا ابْن الْهمام وهلم جرا بِدُونِ شكّ وامترا وَمَا أحسن قَول بعض الْفُضَلَاء فِي وَصفه: عقله يوازي عقول الوافدين لمفارقتهم لَهُ بِالرِّضَا عَنهُ وَالثنَاء على علمه ولطفه بل أكابرهم يتشرفون بِحُضُور مجالسه ويستمدون من علومه ونفائسه كالشرف بن عيد قَاضِي الشَّام ومصر وَمن لَا أحصره من أَعْيَان الْعَصْر ويلتمسون مِنْهُ الْإِجَازَة لما علمه وحازه وَرُبمَا يحضر من لَهُ تأليف شَيْئا من تصانيفه إِلَيْهِ ليقرضه لَهُ ويثني عَلَيْهِ فَيحصل هُوَ مَا يُعجبهُ من ذَلِك ويتفضل بالتنويه بِهِ لمن هُوَ لنمطه سالك وَقد حصل من تصانيفي جملَة واغتبط بهَا وَرَأى أَنَّهَا فِي مقصودها أتم وصلَة بِحَيْثُ ينْقل عَنْهَا فِي دروسه ويتعقل مَا فِيهَا من بليغ القَوْل ونفيسه وَيحسن مَشْيه فِيهَا وسيره لكَونه لَا يقدم على مصنفها غَيره وامتدحه مِنْهُم وَمن أهل بَلَده الْأَعْيَان بالقصائد الطنانة البليغة الْمعَانِي وَالْبَيَان وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله لَا يزْدَاد إِلَّا أدبا وَلَا يعْتَاد غير التَّوَاضُع للفضلاء وَمن لَهُ صحبا مَعَ حسن الِاعْتِقَاد فِي خلص الْعباد والنفرة من الملبسين على ضعفاء الْمُسلمين وطالما سَمِعت مِنْهُ التنفير من جمَاعَة مِمَّن يظْهر تمكنه فِي الْفَضِيلَة وَالطَّاعَة ثمَّ يتَبَيَّن بعد دهر طَوِيل تَحْقِيق مقاله بالبرهان وَالدَّلِيل إِلَى غير ذَلِك من أُمُور نشأت عَن فراسة تشبه الْكَشْف ورياسة يستميل بهَا)
أهل التميز والعطف وَقد رَأَيْته كتب للشريف حُسَيْن حفيد شَيْخه الأهدل وَكَانَ مِمَّن يسْلك فِي الْأَخْذ عَنهُ الطَّرِيق الأعدل أَنه أبدى فِي بعض تِلْكَ الْمجَالِس من الْفَوَائِد مَا يتلَقَّى باليدين وَيحمل على الرَّأْس وَالْعين ويتعجب سامعها من حسنها فَيَقُول هَذَا من أَيْن ثمَّ يتراجع وَيَقُول وَلَا عجب فَهُوَ من الْبَيْت الطَّاهِر وَالْحُسَيْن وَابْن الْحُسَيْن جرى فِي إيرادها على قانون الْعَرَبيَّة والمواد الأدبية لَا يتَوَجَّه عَلَيْهِ فِيمَا يلقيه ملامه لسلوكه فِيهِ وَاضح الاسْتقَامَة بِأَلْفَاظ آنق من الحدائق وأنقى من محَاسِن الغيد الْعَوَاتِق فيصل إِلَى الْمَقْصُود بأفصح عبارَة وألطف إِشَارَة جيد القريحة ذكي الْفطْرَة الصَّحِيحَة متع الله بفوائده ومحاسنه وأبقاه لاستخراج الدّرّ من معادنه وَقد أجزته طيب الله حَيَاته ورحم روح سلفه ورفاته إِلَى آخر مَا كتب مِمَّا لَيْسَ بعجب إِلَى غَيرهَا مِمَّا كتبه لِابْنِ عيد وقرض بِهِ كتاب السَّيِّد السمهودي الْمُفِيد حَسْبَمَا هُوَ عِنْدِي فِي مَكَان آخر وَالْمقَام أَعلَى من هَذَا وَلذَا وَصفته بسيدنا ومولانا بل أعلمنَا وأولانا قَاضِي الْقُضَاة والراضي بِمَا قدره الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute