للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَيذْهب اليها التُّجَّار من جَمِيع هَذِه الْبِلَاد وَلها أَرْبَعَة أَبْوَاب بَاب الْيَهُود وَبَاب الله وَبَاب الْجنان وَبَاب أنطاكية وَالْوَزْن فِي سوقها بالرطل الظَّاهِرِيّ وَهُوَ أَرْبَعمِائَة وَثَمَانُونَ درهما وَتَقَع حما جنوبي حلب بِعشْرين فرسخا وَمن بعْدهَا حمص وَمن حلب إِلَى دمشق خَمْسُونَ فرسخا وَإِلَى أنطاكية اثْنَا عشر فرسخا وَإِلَى طرابلس كَذَلِك وَيُقَال إِن من حلب حَتَّى الْقُسْطَنْطِينِيَّة مِائَتي فَرسَخ

وَفِي الْحَادِي عشر من رَجَب سنة ٤٣ {١١ يناير ١٠٤٧) خرجنَا من حلب وعَلى مَسَافَة ثَلَاثَة فراسخ مِنْهَا قَرْيَة تسمى جند قنسرين وَفِي الْيَوْم التَّالِي سرنا سِتَّة فراسخ وبلغنا مَدِينَة سرمين الَّتِي لَا سور لَهَا وَبعد مسيرَة سِتَّة فراسخ أُخْرَى بلغنَا معرة النُّعْمَان وَهِي مَدِينَة عامرة وَلها سور مَبْنِيّ وَقد رَأَيْت على بَابهَا عمودا من الْحجر عَلَيْهِ كِتَابَة غير عَرَبِيَّة فَسَأَلت مَا هَذَا فَقيل إِنَّه طلسم الْعَقْرَب حَتَّى لَا يكون فِي هَذِه الْمَدِينَة عقرب أبدا وَلَا يَأْتِي اليها وَإِذا أحضر من الْخَارِج وَأطلق بهَا فَإِنَّهُ يهرب وَلَا يدخلهَا وَقد قست هَذَا العمود فَكَانَ ارتفاعه عشر أَذْرع وَرَأَيْت أسواق معرة النُّعْمَان وافرة الْعمرَان وَقد بني مَسْجِد الْجُمُعَة على مُرْتَفع وسط الْمَدِينَة بِحَيْثُ يصعدون اليه من أَي جَانب يُرِيدُونَ وَذَلِكَ على ثَلَاث عشرَة دَرَجَة وزراعة السكان كلهَا قَمح وَهُوَ كثير وفيهَا شجر وفير من التِّين وَالزَّيْتُون والفستق وَالْعِنَب ومياه الْمَدِينَة من الْمَطَر والآبار

وَكَانَ بِهَذِهِ الْمَدِينَة رجل أعمى اسْمه أَبُو الْعَلَاء المعري وَهُوَ حاكمها وَكَانَ وَاسع الثراء عِنْده كثير من العبيد وَكَانَ أهل الْبَلَد خدم لَهُ

<<  <   >  >>