الخراف لَا مثيل لَهَا فِي الْعَالم وَالصُّوف الدَّقِيق الَّذِي يصدر إِلَى بِلَاد الْعَجم والمسمى الصُّوف الْمصْرِيّ كُله من الصَّعِيد الْأَعْلَى لأَنهم لَا ينتجون الصُّوف بِمَدِينَة مصر نَفسهَا وَقد رَأَيْت فِي أسيوط فوطة من صوف الْغنم لم أر مثلهَا فِي لهاور أَو ملتان وَهِي من الرقة بِحَيْثُ تحسبها حَرِيرًا
وَمن هُنَاكَ بلغنَا مَدِينَة تسمى قوص رَأَيْت فِيهَا أبنية عَظِيمَة من الْحِجَارَة تبْعَث على الْعجب فِي نفس من يَرَاهَا وَهِي مَدِينَة قديمَة محاطة بسور من الْحجر وَأكْثر أبنيتها من الْحِجَارَة الْكَبِيرَة الَّتِي يزن الْوَاحِد مِنْهَا عشْرين أَو ثَلَاثِينَ ألف من والعجيب أَنه لَيْسَ على مَسَافَة عشرَة أَو خَمْسَة عشر فرسخا مِنْهَا جبل أَو محجر فَمن أَيْن وَكَيف نقلوا هَذِه الْحِجَارَة