وتلقيه وَأَن يخرج إِلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة ويلقاه أَيْن كَانَ وَلَا يُرَاعِي مَعَه قَاعِدَة فالمقصود إكرامه فنفذ نَائِب الوزارة إِلَى قَاضِي الْقُضَاة وعرفه ذَلِك وَأَن يركب مَعَه صندل الْخَادِم وجمال الدولة إقبال وَجَمِيع الْحجاب وَخرج مَعَ قَاضِي الْقُضَاة جمَاعَة من الْعُدُول عَلَيْهِم اللبَاس الْأسود
وَسَار الموكب الشريف وَمَعَهُمْ المماليك الْخَاص وَجَمَاعَة الْأُمَرَاء الْكِبَار وَعبر الْعَسْكَر أَيْضا مَعَهم إِلَى الْجَانِب الغربي إِلَى قَرْيَة الشّحْنَة فَلَمَّا وصلوا إِلَى رَأس السويقة وقف قَاضِي الْقُضَاة فَقَالَ لَهُ عماد الدّين صندل
مَا هَذَا الْوُقُوف هَا هُنَا نَحن قد رسم لنا أَن نمضي إِلَى خدمَة الرجل أَيْن كَانَ فَقَالَ
أَنا مَا أتجاوز هَذَا الْموضع خطْوَة وَهَاهُنَا الْعَادة لتلقى الرُّسُل وموكب الْخَلِيفَة دَامَ ظله لَا يجوز أَن يتَجَاوَز أَكثر من هَذَا الْموضع فَقَالَ لَهُ يَا سيدنَا أَنْت تَقول هَذَا والخليفة هُوَ صَاحب الْأَمر قد تقدم إِلَى نَائِب الوزارة بِهَذَا فَقَالَ
أَنا مَا أتجاوز هَذَا فَبَيْنَمَا هما فِي المحاورة والتجاذب وَإِذا بشيخ الشُّيُوخ قد أقبل فتحدر إِلَيْهِ من الْمَكَان الَّذِي كَانُوا فِيهِ لأَنهم كَانُوا على نشز من الأَرْض فسلضم على شيخ الشُّيُوخ الأول فَالْأول إِلَى أَن جَاءَ جمال الدولة إقبال فَسلم عَلَيْهِ وتعانقا على الْخَيل ثمَّ تَأَخّر عَنهُ وَجَاء صندل فَفعل كَذَلِك وَجَاء قَاضِي الْقُضَاة فَسلم أَيْضا واعتنقه وَعَاد رَاجعا إِلَى بَغْدَاد فَقَالَ لَهُ صندل إِلَى أَيْن فَقَالَ نمضي رسم لنا أَن نتلقاه وَقد لَا قيناه وَسلمنَا عَلَيْهِ فَقَالَ إيش هَذَا الْفِعْل أَنْت تعرضنا للهلاك هَذَا هُوَ الْعَادة فِي تلقي الرُّسُل وَكَذَا عَادَة الموكب الشريف تُرِيدُ تتْرك وَتقول كَلِمَات مَا جرت بِمِثْلِهَا الْعَادة وَتَكون أَنْت وَاقِفًا وَالرجل على الأَرْض فَقَالَ لَهُ قَاضِي الْقُضَاة أَنا مَا يجْرِي مجراي أحد وَلَا يجوز لي أَن أَقُول إِلَّا مَا يُقَال لي وَإِنَّمَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute