الشُّكْر وحلت وعلت بإعلاء كلمة الدّين فأنهلت وعلت وطالت يَدهَا بالطول وبأياديها أطلت وَذَلِكَ فتح حلب الَّذِي در حلبه ونجح طلبه وَبلغ أمد الفلح غَلبه ووضح لحب هَذِه الدولة الْقَاهِرَة لحبه فَإِنَّهُ قد سكنت الدهماء مذ سكنت الشَّهْبَاء ونشرت بهَا بالْأَمْس أُخْتهَا السَّوْدَاء لما كَانَ لنا فِي فتحهَا الْيَد الْبَيْضَاء فاخضرت الغبراء وآلت أَلا نعبر بعْدهَا إِلَّا فِي سَبِيل الله الحضراء وتلاها فتح حارم الَّذِي انجلت بِهِ الداهية الْحَمْرَاء وعلت بالعواصم لقمع بني الْأَصْفَر رايتنا الصَّفْرَاء واهتزت طَربا إِلَى الْجِهَاد فِي أَيدي شائميها ومعتقليها الْبَيْضَاء والسمراء فقد زَالَ الشغب وأسفر عَن الرَّاحَة التَّعَب وخمد اللهب وَأخذت الْغُزَاة الأهب وشفت غيمة الرَّأْي بالمدى حلب وَقد اتّحدت كلمة الْإِسْلَام وعساكره وصدقت زواجره وربحت بالتنقل فِي الْأَسْفَار متاجره وَالْحَمْد لله الَّذِي ضاعف المنن وأضعف عَن شكرها المنن وَشَمل بالألفة الشمل وَأفضل بظهورنا وَأظْهر الْفضل
فصل من كتاب عَن السُّلْطَان إِلَى بعض أمرائه بإنشاء الْفَاضِل
صدر إِلَيْك هَذَا الْكتاب والأوامر بحلب نَافِذَة والرايات بأطواق قلعتها آخذة وَجَاء أهل الْمَدِينَة يستبشرون وَقد بلغُوا مَا كَانُوا يؤملون وأمنوا مَا كَانُوا يحذرون وَالْحَمْد لله على هَذَا الْمصير وعَلى مَا من بِهِ من هَذَا الطول الطَّوِيل فِي الزَّمَان الْقصير وَنحن نستنصر بِاللَّه مَوْلَانَا فَنعم الْمولى وَنعم النصير
[فصل من كتاب آخر من إنشائه]
إِن الله سُبْحَانَهُ يَسُوق مقاديره إِلَى مواقيتها ويؤلف من قُلُوب أهل طَاعَته على طواغي الْكفْر وطواغيتها وَيتم مَا سبق فِي مَشِيئَته من جمع كلمة هَذِه الْملَّة وتأليف مشيئتها وَمن ذَلِك مَا أنعم الله تَعَالَى بِهِ من فتح