نَفسه الشَّرِيفَة وَقَالَ قد استحيينا من مسير شيخ الشُّيُوخ إِلَيْنَا مرّة بعد أُخْرَى ولابد من رِضَاء المواقف الشَّرِيفَة المقدسة فَركب فِي خَواص عسكره وأتى الْقصير فَنزل فِي خيمة صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ ثمَّ كشف لَهُ عَن حَاله وَمَا جَاءَ بِهِ وَأَنه قد أَتَى ليحوز مراضي الدِّيوَان الْعَزِيز وَيكْتب نُسْخَة الْيَمين فِي الصُّلْح ففرح بذلك شيخ الشُّيُوخ فَرحا عَظِيما وَأرْسل إِلَى محيي الدّين بن الشَّهْر زوري يُعلمهُ بِالْأَمر ووصول السُّلْطَان لإِصْلَاح ذَات الْبَين بِجَوَاب الرسَالَة الإمامية
فَلَمَّا رأى محيي الدّين بن الشهرزوري تواضع السُّلْطَان ترفع وَقَالَ أَنا بعد مَا جرى من الْحَال لَا رَغْبَة لي فِي الْحُضُور ولعلكم اعتقدتم أَنه لَيْسَ لنا مظَاهر وَلَا مؤازر وَأَشَارَ إِلَى سُلْطَان الْعَجم وبهلوان
فَلَمَّا سمع السُّلْطَان ذَلِك تَبَسم وَقَامَ بعد وداع صدر الدّين وَرجع إِلَى دمشق فَكَانَ بهَا بَقِيَّة ذِي الْقعدَة وَذي الْحجَّة وَكَانَ قد عزم على الْجِهَاد والمسير إِلَى حِصَار الكرك عِنْد دُخُول سنة ثَمَانِينَ
ووصلنا كتاب السُّلْطَان إِلَى مصر بتحريض وَالِدي الْملك المظفر وحثه على إِنْفَاذ العساكر المصرية للْجِهَاد وَذَلِكَ فِي الْعشْر الآخر من ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة