للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَذكر لنا أَنه بَاعَ من ذخائرها من الغلات والحبوب والفرش المستعملات الآمدية والبسط والخيام سبع سِنِين وَإِنَّمَا ذكرنَا ذَلِك ليعلم أَن الدُّنْيَا بأسرها لم يكن لَهَا عِنْد السُّلْطَان قدر

وَدخل السُّلْطَان إِلَى مَدِينَة آمد يَوْم الْجُمُعَة وأحضر نور الدّين مُحَمَّد بن قرا أرسلان ووكد عَلَيْهِ المواثيق برعاية الْعَهْد والمتابعة لَهُ والمسارعة إِلَى مَا يَدعُوهُ وَاشْترط عَلَيْهِ إِقَامَة الْعدْل وَإِظْهَار السِّيرَة الجميلة المحمودة فِي الرّعية

ذكر بعض الْأَمْثِلَة بِفَتْح آمد كتبهَا السُّلْطَان إِلَى بعض الْأُمَرَاء

صدرت الْمُكَاتبَة مشعرة بِفَتْح آمد وَذَلِكَ بِقِتَال أعمل السَّيْف فِيهِ أَعمال المستبق وَاسْتعْمل فِيهِ الْعَزْم اسْتِعْمَال المترفق فَلَمَّا رأى صَاحبهَا غير مَا ظَنّه وَسوى مَا يعهده لم ير الْغَنِيمَة إِلَّا نَفسه وَمَاله وَولده فاستام الصُّلْح فأرخصناه وَاسْتَأْمَنَ فأمناه مِمَّا أَخَاف وخلصناه وأغمدنا مَا كَانَ مُجَردا وأجزانا الله من نَصره على مَا لم يزل معودا ورفعنا عَنهُ من الْقِتَال يدا وأوليناه للإحسان يدا وَكِتَابنَا هَذَا وَالْمَدينَة قد فتحت أَبْوَابهَا وعذقت بدولتنا أَسبَابهَا وتحكم لِسَان علمنَا فِي فَم قلعتها ويسرها معدل نشرها بحصب نجعتها وَبعد أَن لبستها دولتنا وَفينَا بموعد خلعتها وَالْحَمْد لله الَّذِي تتمّ النِّعْمَة بِحَمْدِهِ ويسبح الأمل بِقَصْدِهِ مَا يفتح الله للنَّاس من نعْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا وَمَا يمسك فَلَا مُرْسل لَهُ من بعده

<<  <   >  >>