للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الغلات شَيْئا عَظِيما وَكَانَ عِنْدهم بنفوسه غلاء فَأعْطى الأجناد مِنْهَا مَا أَقَامَ بهم بَقِيَّة سنتهمْ ورحل عَنْهَا وَنزل على قلعة يُقَال لَهَا أم أدوت وَهِي لَا يطْمع فِي قتالها فَأَقَامَ عَلَيْهَا أَيَّامًا وراسل أَهلهَا وَقَالَ لَهُم

أُعْطِيكُم الْأمان على أَنفسكُم وَأَمْوَالكُمْ وأعطيكم من الضّيَاع مَا تُرِيدُونَ فَأَبَوا عَلَيْهِ وَلم يُعِيدُوا عَلَيْهِ جَوَابا فَأَقَامَ أَيَّامًا لَا يكلمهم وَلَا يراسلهم فأرسلوا إِلَيْهِ إننا نَفْعل مَا أمرتنا بِهِ وَأَعْطِنَا الْأمان على أَنْفُسنَا وَأَمْوَالنَا وَأَعْطِنَا مَا نريده من الضّيَاع كَمَا بذلت لنا فَقَالَ

قد كَانَ ذَلِك وَأما الْآن فَمَا عِنْدِي لكم أَمَان إِلَّا على أَنفسكُم وَأَمْوَالكُمْ دون عَطاء ضيَاع فأمسكوا عَنهُ أَيَّامًا مَا أجابوه ثمَّ طلبُوا مِنْهُ الْأمان على الْأَنْفس وَالْأَمْوَال لَا غير ثمَّ لم يشْعر بهم إِلَّا وَقد نزلُوا إِلَيْهِ بأجمعهم بكرَة يَوْم من غير أَمَان وَلَا كَلَام فَعجب من عُقُولهمْ وَقَالَ

كَيفَ نزلتم فَقَالُوا

أَبيت أَن تُعْطِينَا الْأمان إِلَّا على أَنْفُسنَا وَمَا نَحن كفار نَخَاف الْأسر وَقد نزلنَا فَقَالَ

مَا منعكم أَن تقبلُوا مَا أَعطيتكُم إِيَّاه أَولا وَثَانِيا فَقَالُوا سعادتك فَإنَّا تجلدنا فِي الأول ورجونا رحيلك وَمَا كَانَ عندنَا مَاء يكفينا فَلَمَّا امتنعنا واقمنا أَيَّامًا وَمَا رحلت رجونا أَنَّك تُعْطِينَا مَا تُعْطِينَا فِي الأول فَلَمَّا امْتنعت مِنْهُ طمعنا فِي الرحيل أَيْضا مثل الدفعة الأولى فَلَمَّا لم ترحل طلبنا الْأمان الثَّانِي فأبيت فَلم يبْق إِلَّا النُّزُول عِنْد فرَاغ المَاء فَأخذ القلعة وَمَا فِيهَا وَمَا كَانَ فِيهَا حَاصِل مثل قلعة حسن وَجعل بهَا نَائِبا وَلم تزل فِي يَده إِلَى أَن أَخذهَا من نَائِبه المايرقي وَأَخذهَا المايرقي بالعطش أَيْضا إِلَّا أَن المايرقي مَا رتب فِيهَا أحدا بل تَركهَا لأَهْلهَا الْأَوَّلين

رَجعْنَا إِلَى الحَدِيث

ثمَّ رَحل شرف الدّين قراقوش عَنْهَا وَعَاد إِلَى نفوسه وَهَذِه

<<  <   >  >>