إِلَى سرادقه على الْعَادة ثمَّ أَمر بِهِ فَنقل إِلَى خيمة ووكل بِهِ فِيهَا وَمنعه من أَصْحَابه فهاج الْعَسْكَر وَاجْتمعَ الْأُمَرَاء عِنْد السُّلْطَان وَتَكَلَّمُوا وَقَالُوا لَهُ
إِن هَذَا لَا تأمنه وَلَا تخلى سَبيله والرأي أَن تنقله إِلَى قلعة حلب فتسجنه بهَا فَلَمَّا انْصَرف الْأُمَرَاء من عِنْده تقدم إِلَيْهِ الْفَقِيه عِيسَى وقاضي الْعَسْكَر وذكراه الصفح وَالْإِحْسَان فَقَالَ للفقيه عِيسَى إمض إِلَيْهِ وَطيب نَفسه وَسكن روعه فَمضى إِلَيْهِ وعرفه ذَلِك فَقَالَ السُّلْطَان مَالك رقي وَأَنا أخرج لَهُ مِمَّا معي من الْبِلَاد وأكون بَين يَدَيْهِ برسم الْخدمَة كَأحد المماليك فَقَالَ لَهُ بل تسلم إِلَيْهِ قلعتي الرها وحران فَقَالَ
السّمع وَالطَّاعَة فَرجع إِلَى السُّلْطَان وعرفه الْحَال فَأمر لَهُ بتشريف جميل يَلِيق بِهِ واستدعى بِهِ فَقبل الأَرْض بَين يَدَيْهِ وتسلمت مِنْهُ القلعتان ثمَّ أعيدتا إِلَيْهِ فِي آخر السّنة وَأقَام السُّلْطَان بحران شهر صفر وَتوجه مِنْهَا إِلَى رَأس عين فِي مستهل شهر ربيع الأول فَنزل بهَا يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ رَحل مِنْهَا إِلَى دَارا فَنزل بهَا فَتَلقاهُ صَاحبهَا وَوصل فِي تِلْكَ الْحَال عماد الدّين أَبُو بكر بن قرا أرسلان بعساكر ديار بكر وآمد عوضا عَن أَخِيه نور الدّين وَكَانَ قد تَأَخّر لمَرض عرض لَهُ فشكره السُّلْطَان وأجزل لَهُ الْعَطاء ثمَّ رَحل السُّلْطَان إِلَى نَصِيبين وَسَار مِنْهَا إِلَى بَين النهرين فَضرب مخيمه هُنَاكَ وَوصل إِلَيْهِ معز الدّين سنجر شاه بن غَازِي بن مودود بن زنكي حَاجِب الجزيرة فَاسْتَبْشَرَ السُّلْطَان بقدومه ووفر لَهُ من إحسانه وَسَار بعساكره إِلَى طَرِيق الدولعية قَاصِدا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute