وَلما سمع السُّلْطَان بِمصْر بوفاة الْملك الصَّالح وبلغه مَا جرى بعد وَفَاته نَدم على الْبعد عَن الشَّام وَشرع فِي التَّوَجُّه من مصر إِلَى الشَّام فَكتب إِلَى وَالِدي الْملك الظفر رضوَان الله عَلَيْهِ كتابا وَكُنَّا حِينَئِذٍ بحماة وَمَا يجْرِي مَعهَا من الْأَعْمَال والولايات يَأْمُرهُ بالتأهب والنهوض بعسكره ويعرفه أَنه سيدركه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ نَائِبه بِدِمَشْق عمى عز الدّين فرخشاه قد نَهَضَ إِلَى الكرك فِي مُقَابلَة الإبرنس بهَا وَكَانَ يحدث نَفسه أَن يقْصد تيماء فِي الْبَريَّة وَاعد لذَلِك الأزواد والروايا فَعرف السُّلْطَان اشْتِغَاله بِتِلْكَ الْجِهَة
وَكتب أَيْضا كتابا إِلَى الْأَمِير معِين الدّين عبد الرَّحْمَن بن أنر صَاحب الراوندان يَأْمُرهُ أَن يكون فِي مساعدة وَالِدي وَتَحْت رَأْيه ومعاضدته وَكَانَ ذَلِك فِي الْعشْر الآخر من شعْبَان من السّنة مصدره