وَكَانَ مَوته أعظم الْأُمُور على اهل بَيته لِأَنَّهُ كَانَ يخَاف مِنْهُ وتطرق الْأَذَى إِلَى بَيت رَئِيس الرؤساء وَدخل عَلَيْهِم الْأَذَى وتبرجت نِسَاؤُهُم بعد الخدر وَتَزَوَّجت إِحْدَى بَنَات كَمَال الدّين بِرَجُل يعرف بِابْن ملك كَانَ جنديا وتصوف بعد أَن كَانَت مُسَمَّاهُ على ابْن قطب الدّين قايماز وَفسخ أَبوهَا النِّكَاح وَقَالَ
لَيْسَ هَذَا بكفء ثمَّ تناهت الْحَال بِهَذَا الْبَيْت وَأَهله إِلَى أَن صَارُوا من أدون النَّاس حَالا وَكَانَ أهل بَغْدَاد إِذا شاهدوا وَاحِدًا من نِسَائِهِم أَو صبيانهم يَقُولُونَ سُبْحَانَ مزيل النعم ويذكرون قدم هَذَا الْبَيْت
وَكَانَ أستاذ الدَّار يتتبع جَمِيع من كَانَ من أَنْسَاب هَذَا الْبَيْت وأقاربه والمتعلقين بِهِ ماعدا عز الدّين أَبَا مَنْصُور بن رَئِيس الرؤساء فَإِنَّهُ كَانَ يقربهُ ويحضره عِنْده ويكلفه ذكر أَهله ويوقع فِي نفس الْخَلِيفَة أَنهم يبغضونه من زمن
وفيهَا تقدم أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاصِر لدين الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بختان ولديه ولي الْعَهْد أبي نصر مُحَمَّد والأمير أبي جَعْفَر على أعز الله أنصارهما فَأمر بِحُضُور أَرْبَاب الدولة وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء الْخَواص وَمن