للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

- س -

ومن هؤلاء المعمر "أماناه بن قيس بن الحارث بن شيبان بن العائذ بن معاوية الكندى". وقد أشار إليه الشاعر مسلم النخعي في أبيات له (١)، منها:

ألا لَيْتَنِي عُمِّرْتُ يَا أُمَّ خَالِدٍ … كَعُمْرِ أَمَانَاهِ بن قَيْسِ بْنِ شَيْبَانِ

لَقَدْ عَاشَ حَتَّى قِيلَ لَيْسَ بَميِّتٍ … وَأَفْنَى فِئَامًا مِنْ كُهُولٍ وَشُبَّانِ

فَحَلَّتْ بِهِ مِنْ بَعْدِ حَرْسٍ وَحِقْبَةٍ … دُوَيْهِيَّةٌ حَلَّتْ بِنَصْرِ بن دَهْمَانِ

وقد عاش أماناه عمرا طويلا في الجاهلية، وأدرك الإسلام، واشترك في حرب الردّة أيام أبي بكر الصديق.

ومن المعمرين العرب الذين لم يذكرهم أبو حاتم قُبَاث بن أشيم الكِنَانِي صاحب المثل المعروف "لَقَدْ كُنْتُ وَمَا أُخَشَّى بِذِئْبِ" ويقال إنه شاهد حرب الفيل، وحارب في صفوف الكفار يوم بدر، ثم اعتنق الإسلام، وصار من الصحابة، ويروى المؤرخون (٢) أنه عاش إلى زمن الخليفة عبد الملك بن مروان.

ومن المعمرين المشهورين الذين لم يذكرهم أبو حاتم "ضرار بن سعد" صاحب المواقف المشهورة في القصص الشعبي الجاهلي، ويحكى المؤرخون عنه حكايات كثيرة، وأن هو الذي اخترع العصا ليعتكز عليها الشيوخ.

وغير هؤلاء كثيرون تضمّهم كتب الأدب العربي، ولم يدخلوا في كتاب أبي حاتم ضمن نطاق مجموعة المعمرين الذين ذكرهم.

ويبدو أن أبا حاتم لم يستهدف في كتابه جمع أسماء المعمرين وأخبارهم الذين وصلت إليه رواياتهم، وإنما كان هدفه الأول العناية بتسجيل الحكم والأمثال والشعر مما نطق به المعمرون في حياتهم المتقدمة، وأنه إذا أهمل ذكر معمر في كتابه، فإنما مردّ ذلك إلى أن أبا حاتم لم يعثر على شيء من النثر أو الشعر لهذا المعمّر مما يمكن أن يعد ثروة أدبية يضيفها السجستاني إلى جملة مختاراته.

* * *


(١) انظر كتاب حماسة البحتري صفحة ٣٠٢.
(٢) أسد الغابة - الجزء الرابع - صفحة ١٨٩. والأمثال للميداني الجزء الثاني صفحة ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>