إذا خرجوا من عندكم، وأوصيكم بأياماكم خيرا، شدّوا حجبهن، وانكحوهن أكفاءهن، وأيسروا الصداق فيما بينكم، تنفق أياماكم ويكثر نسلكم، فإن نكحتم في العرب فاختاروا لكم ذوات العفاف والحسان أخلاقا، فإنكم لما يكون منهم أحمد من غيركم، وإنهم راءُون فيمن بقي من نسائكم مثل ما رأوا فيمن جاءهم منهنّ، وإذا نكحتم الغريبة " يعني المرأة من غيركم " فأعلوا صداقها، وتزوّجوا في أشراف القوام، ثم أكرموا مثوى صاحبتهم ما كانت فيكم، ولا تحرموها إذا انصرفت إلى قومها مالها، واصرفوها على أحسن حالاتها، لا تنقصوها من شيء يكون لها، فإن كريمة القوم إذا رجعت إليهم قليلا متاعها ظاهرة حاجتها غير راجعة فيكم غيرها.
وأوصيكم بالصِّلة، فإنها تديم الألفة وتسرّ الأسرة، وأحذِّركم القطيعة فإنها تورث الضغينة، وتفرِّق الجماعة، وإياكم والعجلة فإنها رأس السَّفه ".
قالوا: وعاش عمرو بن قمئة بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ابن عكابة تسعين سنة، وقال:
يا لهف نفسي على الشَّباب ولم … أفقد به إذ فقدته أمما
قد كنت في منعة أسرُّ بها … أمنع ضيمي وأهبط العصما
وأسحب الرَّبط والبرود إلى … أدنى تجاري وأنفض اللِّمما