للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبذلك كنت أغلب، ولا تغزوا إلا بالعيون " يعني بالأشراف "، ولا تسرحوا حتى تأمنوا الصباح، وعجّلوا القرى فإن خيره أعجله، وأعظوا على حسب المال، فإنه أبقى لكم، ولا تحسدوا من ليس مثلكم، فإنما يحسد القوم أمثالهم، ولا تحكروا على الملوك فإن أيديهم أطول من أيديكم، ولا تأمنوا صرعات البغي، ونضحات الغدر، وفلتات المزاح، واقتلوا " كرز بن عامر " فإنه قتلني ".

فمات.

فقام عُيينة بالرياسة، وقتل كرزا، وأدرك النبي ، وكان من المؤلَّفة قلوبهم.

فقال النبي فيما يذكرون: هذا الأحمق في دينه، المطاع في قومه.

قالوا: وأوصى مضرّس بن ربعيّ ابنه فقال: " يا بنيّ، إن الأسف مرض، والطمع لؤم، واليأس عجز، فاسل عما فات، واحرص فيما تستقبل، وفكِّر ثم قدِّر، ثم احضر ".

وقال:

لا تهلكنَّ النفَّس لوما وحسرة … على الشَّيء سدَّاه لغيرك قادره

فلا تيأسا من صالح أن تناله … وإن كان شيئا بين أيد تبادره

وما فات فاتركه إذا عزَّ واصطبر … على الدَّهر إن دارت عليك دوائره

ولا تظلم المولى ولا تضع العصا … على الجهل إن طارت عليك دوائره

قالوا: وأوصى أبو قيس بن صرمة فقال: " لا تنكلوا عن العدو، ولا تبخلوا عن الصديق، وجازوا ذا النعمة، وتمسّكوا بحرمة الجار، وتبادلوا، وقدّموا أهل العيّ، وأوفوا بالعهد، وإياكم والبغي، فإنه أقوى سلاح عدوكم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>