للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصية عمر بن عبد العزيز قال أبو حاتم، حدثونا عن وصيّة عمر بن عبد العزيز قال، لما خضرت الوفاة عمر قبل له: اكتب يا أمير المؤمنين إلى يزيد بن عبد الملك فأوصيه بالأمر.

قال، وبما أوصيه؟ إني لأعلم أنه من بني مروان.

ثم أمر بالكتاب إليه: " أما بعد، فاتّق يا يزيد الصُّرعة على الغفلة، فلا تقال العثرة، ولا تقدر على الرجعة، وتترك ما تتركه لمن لا يحمدك، وترجع إلى من لا يعذرك ".

قالوا: ودخل مسلمة بن عبد الملك على عمر في مرضه الذي قبض فيه، فقال: " إنك قد أفغرت ولدك من هذا المال، وتركتهم عالة لا مال لهم، وأنهم لا بدّ لهم مما يصلحهم فاوص بهم إليّ وإلى نظرائي من أهل بيتك نكفك مئونتهم ".

فقال عمر: أجلسوني.

فأُجلس.

فقال: يا مسلم بن عبد الملك، أما ما ذكرت أني قد أفغرت أفواه ولدي من هذا المال فتركتهم عالة لا مال لهم، فلم أمنعهم حقَّا هو لهم، ولست معطيهم حقّ غيرهم؛ وأما ما سألت من الوصاة بهم إليك وإلى نظرائك من أهل بيتي فإن وصيِّي فيهم ووليِّي الله الذي نزل الكتاب، وهو يتولّى الصالحين.

يا مسلمة بن عبد املك، إنما بنو عمر أحد رجلين، إما رجل اتّقى الله فسيرزقه حتى يقبضه إليه، وإما رجل غدر وفجر فوالله لا يكون عمر أول من قوّاه على معصية الله، أدع لي بنيَّ.

فدعوهم، وهم يومئذ اثنا عشر رجلا.

فجعل يصعِّد بصره فيهم، ويصوّبه حتى اغرورقت عيناه، ثم قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>